عجزت إسرائيل عن تهجير المقدسيين بالقوة؛ نظرا لتشبثهم بأرض الأجداد. وأمام هذا التمسك بالحق والتاريخ عمدت تل أبيب إلى إتباع أساليب أخرى لا تقل خطورة عن التهجير بالقوة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر فلسطينية وعدد من المسؤولين الفلسطينيين في القدسالمحتلة النقاب عن جهود مكثفة تجريها منظمات يهودية من أجل حثّ المواطنين المقدسيين للهجرة إلى كندا وأستراليا وأمريكا بكل سهولة. بدوره، كشف عضو ناشط في لجنة الدفاع عن حي البستان في حي سلوان في القدسالشرقية، أن هناك منظمات يهودية استيطانية مثل (عطيرات كوهنيم) و(العاد) و(شوبنيم) تقوم دون ملل بتوزيع منشورات وملصقات مغرية لأهل القدس للسفر وطلب الهجرة إلى أستراليا وكندا والولايات المتحدة مقابل التكفل بمصاريف السفر وقطعة أرض والحصول على جواز سفر أجنبي، إلا أن أهل القدس يرفضون الإغراءات الإسرائيلية، وهم صامدون ويفشلون هذه المحاولات. من جانبه، أكد خليل التفكجي خبير الخرائط والاستيطان في القدس، أن إسرائيل لا تقوم بحث العرب على الهجرة من خلال المؤسسات الرسمية التابعة للدولة العبرية إنما من خلال «بناتها» المؤسسات غير الرسمية. أما المحامي زياد قعوار، فقال إن ما يحدث في القدس صراع ديني لأسباب سياسية وإن إسرائيل تضع مخططا لتخفيض عدد سكان القدس من 30 في المائة إلى 12 في المائة، وهي من أجل ذلك تقوم بسحب الهويات ومنع تراخيص البناء والتضييق على حياة السكان العرب لاستبدالهم بمستوطنين مهجرين يهود، مضيفا أنه لذلك تستخدم إسرائيل الآن من خلال بلدية القدس قانون 212/5؛ وهو قانون يحاكم الحجر وليس البشر، أي أنه يتعمد هدم البنايات العربية حتى إن كانت قامت وشيدت قبل احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967. ولن تتوانى سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن اتباع أي أسلوب تراه مناسبا للخلاص من الفلسطينيين شيوخا ونساء وأطفالا، فالمطلوب هو إزالة هذا الشعب عن وجه أرضهم التاريخية ولو كان البديل كوكبا آخر بعيدا عن الأرض.