تطرح ثلاثة أفلام عربية من الجزائر ولبنان الصرعات الداخلية والاندماج الثقافي في مهرجان فيينا السينمائي الدولي «فيينالي» الذي تتواصل أنشطته في المدن والمقاطعات النمساوية التسع حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويحاكي الفيلم اللبناني «سمعان بالضيعة»، من تأليف وسيناريو وإخراج سيمون الهبر، في أقل من ساعة ونصف الصراع الذي حدث في قرية عين الحلزون التي تقع في جبل لبنان عام 1983، بعد اشتباكات دامية أدت إلى وقوع عدد من الضحايا الأبرياء، وتهجير جميع السكان، التي وصفها المؤلف ب «المجازر ضد المدنيين». وتتركز وقائع الفيلم حول رجل واحد من أهالي قرية عين الحلزون، وهو بطل الفيلم الممثل سمعان الهبرة، الذي قرر العودة إلى القرية والعيش فيها مهما كانت التحديات والمخاطر، وذلك من أجل تكريس ارتباطه الإنساني والوطني بمسقط رأسه، لحين عودة جميع النازحين وإعادة تعمير القرية. تحديات الاندماج أما الفيلم الجزائري الفرنسي المشترك «ديرنير ماكويس» فيعالج عددا من المشاكل التي يواجهها المهاجرون المسلمون وغالبيتهم من بلدان أفريقية في فرنسا، وفي طليعتها تحديات الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وما يرافقها من صعوبات التخلي عن الهوية والثقافة والمعتقد الديني. ويعرض الفيلم قصة مهاجر أفريقي مسلم ملقب باسم «ماو»، تمكن من جمع شباب مسلمين في إطار جمعية ثقافية متخصصة بمتابعة أحوال المهاجرين وتسوية المشاكل بينهم وبين أرباب العمل، وفي الوقت نفسه حثهم على الالتزام بتعاليم العقيدة الإسلامية والقيم والأخلاق وعبادة الله. وقد تمكنوا من خلال تعاونهم المشترك في إنشاء مسجد لتأدية الصلوات في حديقة منزل «ماو». الثورة الجزائرية كما تشارك الجزائر بفيلم مشترك آخر مع فرنسا يحمل عنوان «ما تزال الصين بعيدة»، من سيناريو وإخراج مالك بن إسماعيل. والفيلم من وحي الثورة الجزائرية ضد الانتداب الفرنسي، ودارت أحداثه في بلدة زسيرة الواقعة في جبال الأوراس، التي أصبحت فيما بعد مهد الثورة الجزائرية. ويروي الفيلم قصة استشهاد مدرسين في العام 1954، بعدما التحقا بقوات الثورة الجزائرية، وأصبحا في عداد الشهداء الجزائريين الذين قضوا في سبيل الاستقلال الوطني. مدة الفيلم ساعتان، وهو من تصوير ليونيل كيرغيستل ومالك بن إسماعيل، وموسيقى كامل زكري، وإنتاج شركة غيرتا فيلم. وتشارك إيران بسلسلة أفلام أنتجت في العام 2009، من بينها فيلم «رنان بدون مردان»، أي نساء بلا رجال، من سيناريو شيرين نيشان، وفيلم «لا أحد يعرف طبيعة القطط الفارسية»، من سناريو بهمان غوبادي، وفيلم «اهدأ وعد للسبعة»، من سيناريو رامفيين لافافيبور. ويشهد مهرجان فيينا السينمائي الدولي ال 47 أكثر من 300 فيلم من مختلف أنحاء العالم، حيث تعرض في دور السينما في النمسا أفلام أمريكية وفرنسية وإنجليزية ويابانية وألمانية وهندية وصينية، أنتجت ما بين عامي 1933 و2009.