هو تعبير شعبي متداول تسمعه يتردد على ألسنة كثير من الناس للتعبير عن الحب و(الغلا) الكامن في الصدر تجاه شخص ما. لكنه أيضا تعبير عن واقع يعيشه غالبية من الناس وهو ثقافة كتم المشاعر والميل إلى عدم إظهار الحب وإبقائه حبيس الصدر، حتى إذا ما وقع الموت أو أصاب المرض الحبيب الغالي، ضغط الألم والجزع على القلب فانهارت قوى الكتم لتنفجر المشاعر مظهرة ما كان محبوسا في ثناياها من فرط المحبة. وفي كثير من الأحيان يكون الوقت قد فات للاستمتاع بتلك المشاعر العذبة الندية، إما لغياب أبدي لا أوبة منه، أو لغيبوبة تفقد الوعي والإحساس بأي شيء. ما قيمة الحب إن لم نقل لمن نحب أننا نحبه فنجعله يشعر بمكانته الحقيقية في قلوبنا حين يكون في إبان قوته وصحته، وليس بعد أن ينهكه المرض أو يغيبه الموت، حين لا يكون لإظهار تلك المشاعر المحبة الدفينة أي معنى. إن حبا لا يعبر عنه إلا بعد الموت أو في وقت الأزمات، هو ثروة من المشاعر الدافئة الغنية تبددت وضاعت قبل استثمارها والانتفاع بثمرها، وفي مقابل هذا نجد أن مشاعر الغضب والسخط أو الكراهية سريعة الظهور يعبر عنها بوضوح وسرعة ويسر، أي أنه قدر ما يوجد من تحفظ وتكتم على مشاعر الحب، يكون هناك إطلاق ومبادرة إلى إظهار مشاعر الغيظ والغضب والكره لمن تولدت في الصدر ضده تلك المشاعر. هذه الثقافة المجتمعية الموروثة عبر القرون الطويلة، ترى في إظهار مشاعر الحب ضعفا ورقة تعاب، ولا ترى في إبداء مشاعر الغضب والسخط المليئة بالعنف والعدوان سوى التعبير عن القوة والعزة. وربما لهذا السبب يرد أحيانا في الموروث الثقافي العربي الإشارة إلى أن (الحب من خصائص الإناث) أو أنه (لا يبكي على الحب إلا النساء) وقد يتباهى البعض أنه (ما عرف قلبه الحب أبدا). مظهر كهذا قد يثير التساؤل حول التناقض الظاهر ما بين كتم مشاعر الحب أو إنكارها وكون العرب عاطفيين؟ فمن الشائع أن الشعوب العربية شعوب عاطفية تسيرها العواطف ولا يحكمها العقل، وقد يكون هذا القول صحيحا لكنها عواطف خلو من الجانب اللين الدافئ، فمن الواضح أن العواطف المعنية هنا هي عواطف الغضب والحدة والتباغض والتنافس والحقد والغيرة، وليس بينها عواطف الحب والتسامح. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة