- باشر البلجيكي جاك روج ولايته الثانية المقتصرة على أربع سنوات على رأس اللجنة الأولمبية الدولية، ويأمل أن ينهيها وقد أنجز «برنامجه الإصلاحي». ويوم تولى روج (67 سنة) السلطة الأولمبية 16 يوليو (تموز)2001، لم يكن جراح العظام يدرك مقدار الصعوبات التي سيواجهها على رغم تمرسه في هذا المجال، وتدرجه «من الصف» حتى مقاعد القيادة، علما أن سلفه الماركيز الإسباني خوان انطونيو سامارانش «أورثه» مؤسسة متينة ومليئة ماليا. لكن الطبيب روغ يريد مداواتها من «غدرات الزمن» ومن منطلق أن «الوقاية خير علاج». هكذا يسعى منذ أن تسلم مقاليد «شاتو دي فيدي» في لوزان إلى ترك بصمته وفرض أدائه «الخاص». يصف بعضهم الرئيس روج ب «السيد لا» المدقق في الأمور كلها، والذي أرسى برنامجا للتوفير ينتظر أن يطوره أكثر على مدى السنوات الأربع المقبلة. وإذا كانت الاتحادات الدولية الكبرى «المقتدرة» وقفت مرات في وجه «الرئيس» وكبحت جماح «اندفاعاته الإصلاحية» لا سيما ما يتعلق منها ببرنامج المسابقات، فإنه استمر في سعيه نحو تحقيق أهدافه، وإن بسرعة السلحفاة أحيانا. ولعل أبرز ما أفرزته ولايته الأولى (8 سنوات) إقرار 117 تعديلا (إصلاحيا)، في مقدمها تثبيت أقانيم الدورات الأولمبية الصيفية تحديدا: 28 لعبة، 10500 رياضي و300 منافسة، ومتابعة الإجراءات للحد من الكلفة العالية لتنظيم الألعاب، فضلا عن الحملة القاسية ضد المنشطات وتعزيز الاستقلال المالي للاتحادات الدولية واللجان الأولمبية الوطنية، وإدراج «نظام نقل المعلومات والمعرفة الأولمبية» الذي يجعل الممسكين بملفات تنظيم الدورات المقبلة ينطلقون من خبرة أسلافهم على أسس متينة في مجالات الإدارة والتنظيم والتسويق وحقوق النقل التلفزيوني. ومن أبرز ما أوجده روغ في القطاع الأخير، وحدة خدمات الإنتاج التلفزيوني الأولمبي «اولمبيك برودكست سرفيس»، التي تولت بث ألعاب دورة «بكين 2008». يعترف روغ أن التقدم بطيء «لكنه على الدرب الصحيحة»، وهي سياسة الخطوة خطوة والصمود على رغم الأزمة المالية العالمية، وبالتالي «بقيت اللجنة الاولمبية متوازنة اقتصاديا». في كلمته عقب إعادة انتخابه، لفت روج إلى أن الاحتياطي النقدي في العائلة الدولية ارتفع من 105 ملايين دولار عام 2001 ليتخطى 400 مليون، على رغم «توزيع عائدات بأرقام قياسية على الاتحادات الدولية واللجان الوطنية والرياضيين من برامج الدعم وأنشطة صندوق التضامن الأولمبي وبرامج تنموية موازية». خلال الولاية الجديدة لروج، ستنظم دورة الألعاب الشتوية في فانكوفر 12 28 فبراير (شباط) 2010 والدورة الصيفية في لندن عام 2012 فضلا عن النسختين الأوليين من الألعاب الأولمبية للشباب (الصيفية العام المقبل في سنغافورة والشتوية عام 2012 في انسبروك). والعائدات من حقوق النقل التلفزيوني مطمئنة جدا، فعقود دورتي فانكوفر ولندن تبلغ 5. 2 مليار يورو، أي أنها تفوق ب800 مليون يورو قيمة عقود حقبة «تورينو 2006» و«بكين 2008»، والوفر في الصندوق الأولمبي يبلغ 438 مليون يورو (627 مليون دولار).