أعرب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ عن ارتياحه لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ال21 في مدينة فانكوفر الكندية، وأبدى في حوار «إلكتروني» مع وسائل إعلامية من بينها «الحياة» أسفه للمأساة التي أرخت بظلالها على الافتتاح ومراسمه، بوفاة بطل الزحافات الجورجي نودار كوماريتاشفيلي خلال التدريب قبل ساعات قليلة من الإفتتاح الرسمي الذي جاء بديعاً ومليئاً باللوحات الملونة، التي تروي تنوع كندا الثقافي وكبر مساحتها. ولقي كوماريتاشفيلي (21 سنة) حتفه جراء اصطدامه بعمود معدني بعد خروجه عن المضمار الذي يعتبر الأسرع في العالم, وهو يسير بسرعة 140 كلم/ساعة تقريباً. وكشف روغ أن مرحلة التحضير للألعاب «كانت سلسلة ومثالية مقارنة بالأحداث التي سبقت دورة سولت ليك الشتوية عام 2002، والتأخير في إنجاز مرافق دورة أثينا الأولمبية عام 2004 وتورينو الشتوية عام 2006»، متوقعاً أن تكون هذه السلاسة «تمهيداً مناسباً لعودة الفترات التي تسبق الألعاب إلى الأصالة الرياضية، وألا تُستغل لأهداف سياسية»، في إشارة إلى أحداث التيبت قبيل دورة بكين. تصدّت مدينة فانكوفر للنسخة الشتوية ال21 بموازنة مقدارها 1.15 بليون يورو، أي أقل من نصف موازنة ألعاب تورينو، كما أنها تدخلت لتمويل إكمال القرية الأولمبية بعد الأزمة المالية العالمية إثر تأخر رعاة وممولين عن تسديد مستحقات أو الانسحاب، علماً أن آخرين مثل «جنرال موتورز» و«نورتل» اللتين تأثرتا بدورهما ب«العاصفة المالية» حافظتا على إلتزاماتهما. ويدرك روغ أن مسار شعلة الألعاب مسرح مناسب للتعبير عن الآراء السياسية والاجتماعية وإسماع الصوت، نظراً لما يستقطبه من حشود (مناهضة الحكومة الصينية لاستقلال التيبت، منظمات البيئة في إيطاليا، حتى إن مسار شعلة فانكوفر الذي بلغت مسافته 45 ألف كلم شهد 3 أحداث عابرة). ويؤكد روغ أن الجانب الأمني في الألعاب حيوي في ضوء أعمال العنف والإرهاب في العالم، وبالتالي «لا نستطيع التهاون في ذلك، علماً أنه يقتطع جزءاً كبيراً من موازنة التنظيم». وفي وقت تستقطب ألعاب فانكوفر 2762 رياضياً ورياضية من 82 بلداً (كلاهما رقم قياسي), ويواكب أحداثها حوالي 10 آلاف صحافي, كما ينتظر توافد نحو نصف مليون زائر لمتابعة المنافسات. تبقى الدورة «هامشية» في نظر كثر، ويصنفونها من «الفئة الثانية». وهذا «منطقي» كما يقول روغ «لأنه لا تجوز مقارنتها بدورة صيفية تشارك فيها 205 بلدان». لكن الطبيب البلجيكي مطمئن في الوقت عينه إلى الإقبال على الترشّح لتنظيم الدورات الشتوية، ولا يخشى أن يقتصر الأمر على مرشح واحد في الأعوام المقبلة، موضحاً أن تصدّي مدن بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية وآنيسي الفرنسية وميونيخ الألمانية فقط لملف دورة 2018، «مجرّد مصادفة». ويعتبر روغ «أن الإحجام عن الترشّح مردّه ربما إلى آلية المداورة بين القارات التي يتأثر بها أعضاء اللجنة الدولية عند التصويت». ويكافح روغ لإرساء تنظيم دورات «عقلانية في المنشآت والإنفاق»، كي لا تتحول الملاعب والقاعات إلى «أفيال بيض» أي منشآت خالية لا تستعمل، «من هنا ضرورة أن يقترن مشروع الترشّح والتنظيم وتشييد المنشآت بدراسة جدوى استخدامها وتشغيلها بعد الألعاب، والتعلّم من تجربة أثينا وتورينو غير الناجحتين على هذا الصعيد. لذا ننادي دائماً بأهمية الإرث الأولمبي». وللمرة الأولى يعلن روغ أن ملف ريو دي جانيرو للدورة الصيفية عام 2016 تقدّم «بسرعة السبرنت»، بعدما كان يصنّف في موقع متأخر. ويذكر أن لجنة التقويم عادت بعد زيارتها الأخيرة مطلع الصيف الماضي بانطباعات مذهلة في ضوء التقدّم الملحوظ والإصرار. وأشاد بدور رئيس الملف كارلوس نوزمان والرئيس البرازيلي أنغاسيو لولا. ويضحك روغ حين يستفسر أحد السائلين عن موقف اللجنة الدولية من توقع شبكة «أن بي سي» صاحبة النقل الحصري التلفزيوني في الولاياتالمتحدة لدورتي 2010 و2012 في مقابل 2.2 بليون دولار، الخسارة المادية في دورة فانكوفر، «لأن الأمر ذاته أعلن قبيل دورتي تورينو وبكين، وفي المرتين سجلت أرباحاً». وأضاف: «إنه نوع من المناورة واستراتيجية التفاوض قبيل البحث الجدي في العقود وفض المناقصات الخاصة بالدورات من 2014 و2018. ولا ننسى أن أن بي سي اندمجت مع تلفزيون الكايبل العملاق كوم سات»، مسجلاً في الوقت عينه ارتياحه إلى «الحالة المالية المستقرة» في اللجنة الدولية، ومتابعة سياسة «ترشيد الإنفاق» و«البحث عن مصادر دخل جديدة ومنوعة».