كثيرة هي الأغنيات التي راجت وأخذت حقها الجماهيري مساحة وزمنا كما سكنت في وجدان الناس في مساحتنا العربية الكبيرة، ولم يكن أساسها إلا أغنيات خاصة تعبر عن مناسبة ما وفرحة ما، ومترجمة لاحتفاء ذاك الفنان أو الكاتب أو الملحن بالحدث. ومما يذكر في هذا السياق ما حاول أن يشارك به أمير الشعراء أحمد شوقي ابنه «حسين» فرحة زفافه عندما كتب فيه وفي المناسبة نص «دار البشائر» التي حولها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية للمناسبة ومن ثم كانت أغنية عامة وقدمها في اسطوانة ضمن الأغنيات «الوهابية» كونها من النصوص التي كتبها شوقي لمناسبات خاصة إلا أنها لم تحظ بالانتشار كما غيرها من الأغنيات. بعد ذلك كانت أغنية فريد الأطرش الشهيرة «زينة زينة. . ضي عنينا» التي قدمت في أصلها كأغنية فرح خاصة بأميرة من البحرين يوم زفافها في خمسينيات القرن العشرين، ومن ثم حكم جمال ونجاح الأغنية أن تكون عامة وليست خاصة في هذه المناسبة حيث قدمها فريد الأطرش في فيلمه «أنت حبيبي» مع هند رستم وشادية. تكرر الأمر مع الأطرش في بداية سبعينيات القرن الميلادي الماضي عندما حصلت اللبنانية الجميلة جورجينا رزق على لقب ملكة جمال الكون، واتفق مع توفيق بركات أو ميشال طعمة لا أتذكر تماما على تهنئتها بأغنية خاصة وهما ساهران في كازينو فريد الأطرش في بيروت الذي لا زال شامخا في موقعه ولو كان مغلقا حيث جاءت أغنية «جورجينا جورجينا حبيناك حبينا لو ما حبينا عيونك ما تعذبنا ولا جينا»، ثم حكم نجاحها وجمالها كأغنية خاصة تحويلها إلى عامة، فقدمها فريد مع مجموعته الأخيرة لفيلمه الأخير «نغم في حياتي» مع ميرفت امين وحسين فهمي بعد تحوير بسيط ألغي فيه اسم جورجينا لتصير الأغنية «حبينا حبينا..». كذلك لوديع الصافي الأغنية الوطنية الشهيرة عن الملك فيصل آل سعود «سلمك الله يا بو عبد الله... سر بينا سر يا بو قلب كبير يا بو عبد الله» من ألحانه وكلمات مسلم البرازي، التي قدمها وديع خلال زيارته للمملكة للمشاركة في مسرح التلفزيون في أوائل السبعينيات الميلادية، ولم يستطع وديع الاستعانة بلحنها وجمالها مرة أخرى فقدمها في لبنان كأغنية عامة بنص عاطفي «يا أبو الغرة». أما محليا فكانت أشهر الأغنيات من هذا اللون أغنية محمد عمر «الفرحة تمت يا هنا بدر البدور» من ألحان طاهر حسين وكلمات محمد رجب، وقدمت مشاركة من صناعها في حفل زفاف الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن ثم قدمت كأغنية عامة وليست لبدر بن عبد المحسن فقط بعد اعتماد كل عريس بدرا بالمجاز. كذلك أغنية محمد عبده «هنوا العروسة هنوها وبالورود يالله اسقوها... قولوا لها يا بنات مبروك»، كانت في أصلها أغنية خاصة كتبها الراحل صالح جلال في زفاف أخت فوزي محسون «عزيزة»، ولحنها محسون ليؤديها محمد عبده مشاركة منه في فرحة فوزي، ثم اعتمدت في الإذاعة كأغنية عامة عن الفرحة ساعد على انتشارها ونجاحها أنها بصوت فنان العرب واعتماد إذاعة جدة لها في برامج التهاني والأفراح.. كذلك لأستاذينا الخفاجي وجميل محمود أغنية فرح شهيرة «يا ليالي السعد هني دا المصير في الرضا والحب والحظ الكبير»، أصبحت أغنية عامة لكل الفرحين في مناسبة زفاف وكانت بدايتها أغنية فرح خاصة. فاصلة: لأحمد قران الزهراني في ديوانه «لا تجرح الماء»: «اسكنيني في غياب الروح لا تنأي بعيدا في مدار الغيب واستبقي حروفي... عللي ماشف منها مذ بلغت المبتغى... حتى انشطاري».