تتجه أنظار العالم والمجتمع الدولي إلى إيران عندما يرتبط الأمر بالبرنامج النووي، إلا أن إسرائيل، التي تعتبر من أكبر مطوري الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، لا تستجيب للمطالبات الدولية لتفتيش مفاعل ديمونة. فالدولة العبرية، لا تفصح عن مواقع غواصاتها النووية أو قدراتها، وتفرض تعتيما شديدا على برنامجها النووي، ولم تؤكد أو تنفي مطلقا امتلاكها لأسلحة نووية. وفي تصريح لوسائل إعلامية، قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأسبوع الماضي: «لطالما أكدنا في إسرائيل أننا لن نطور أسلحة نووية، كما أننا لم نجر أي اختبار نووي، ونحن صريحون في هذا الموضوع». وفي المقابل، هناك العديد من الأصوات المعارضة للرواية الإسرائيلية دوليا. إذ يفصح جيرالد ستينبيرغ، من جامعة بارلان قائلا: «جميعنا يعلم أن لدى إسرائيل مفاعلا نوويا في ديمونة، يعمل منذ ستينيات القرن الماضي، فإذا افترضنا أن هذا المفاعل ينتج عشر قنابل سنويا، فهذا يعني أن هناك نحو 200 قنبلة نووية اليوم». وحول أسباب مثل هذه التصرفات الإسرائيلية، يقر ستينبيرغ: لطالما كانت إسرائيل تخشى التهديد الخارجي، وبالتالي فهي في حاجة إلى وسيلة لردع العالم عن مهاجمتها». يذكر أن السر الإسرائيلي انكشف مرة واحدة في التاريخ، وذلك عام 1986 عندما سرب العالم النووي مورداخاي فعنونو لصحيفة بريطانية معلومات وصورا حول مفاعل ديمونة. وهذا الشهر، اعترضت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي طائرة خفيفة إثر انتهاكها المجال الجوي لمفاعل «ديمونة» في صحراء النقب، بعدما ضل قائدها طريقه، واتصل لاسلكيا ووجهت له أوامر بالهبوط في مدينة آراد. وجاء الحادث بعد نشر صحيفة «واشنطن تايمز» أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، جدد التزامه بسياسة إدارات واشنطن السابقة بالحفاظ على سرية البرنامج النووي الإسرائيلي وعدم إلزام الدولة العبرية بتوقيع معاهدة الحد من نشر النووي. ونقلت الصحيفة أن أوباما جدد الالتزام القائم منذ أربعة عقود كتابة خلال اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض في مايو (أيار). وبموجب التفاهم القائم بين واشنطن وتل أبيب منذ 1969، تمتنع الولاياتالمتحدة عن الضغط على إسرائيل للكشف عن ترسانتها النووية أو لتوقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ما يعني خفض ترسانة الدولة العبرية بعدة مئات من القنابل النووية، حسب التقرير. وينص التفاهم على: «أن تقبل الولاياتالمتحدة بالتستر على البرنامج النووي الإسرائيلي، طالما فرضت الدولة الإسرائيلية نطاقا من السرية التامة على قدراتها النووية وعدم إجراء أي تجارب نووية».