التربية الجنسية عملية تعليمية تربوية، تهدف إلى توصيل المعلومات الأساسية في مجال الجنس في إطار سليم وبيئة صحية، بغرض المساهمة في بناء شخصية سوية و نظرة ذاتية سليمة، عن طريق دمج المعرفة الجنسية في إطار الشخصية العامة للفرد، في إطار عام من قيم و تقاليد المجتمع، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه فرض علينا الصيام، وعلى كل أهل الملل قبلنا، لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتجنب به كثيرا من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية، قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وقال صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة»، أي وقاية وستر، إن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوما أثناء الصوم، وهذا ما حثنا عنه الحبيب الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بقوله «فعليه بالصوم فإنه له وجاء». والوجاء هو رض عروق البيضتين فيكون شبيها بالخصاء. وفي هذه الكلمة إشارة قوية وعلمية لانخفاض شهية الصائم الجنسية، بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدنيا. على أن الحديث مع أبنائنا في أمور الجنس درب من دروب ثقافة العيب. وفي المجتمعات المحافظة مثل مجتمعنا، يشعر الشباب وربما الأطفال بأن هناك ازدواجية في المعايير، وأن هناك أشياء ممنوعة المعرفة، بينما هو يعيش في خضمها وتسبب له إرباكا شديدا. لذلك تمثل التربية الجنسية هنا تحريرا للعقل وليس تحررا في تبني مناقشتها التي قد ترفضها بعض الأسر. التحرير يتمثل في المعرفة الأساسية لما يحدث داخل الإنسان، وبالتالي يجد تفسيرا لما يحدث و لما يشعر به، وبناء عليه، يستطيع أن يدرك الأبعاد الطبيعية لما يحدث، وبالتوازي مع إدراك قيم وتقاليد المجتمع، يستطيع أن يتبنى حدودا وتقييما متفقا عليه، تتفق مع الضمير الديني. فلنتحدث مع أبنائنا حول الجنس بدون خوف وفق الضوابط الآتية: إن الجنس جزء طبيعي وصحي من الحياة، كل الناس لهم اهتمامات بالجنس، إن الجنس له أبعاد جسدية وأخلاقية واجتماعية وروحية ونفسية ودينية، كل إنسان له احترامه و له قيمته، إن العلاقات الجنسية لابد أن تبنى على أساس الشريعة والقيم المقبولة في المجتمع، إن كل الناس لهم حقوق وواجبات فيما يخص الممارسات الجنسية، عدم الهروب من تعليم الثقافة الجنسية، أن تكون الثقافة مناسبة للأبناء وحاجتهم، عدم تنجيس الجنس والتقليل من شأنه وأن يتم تعلم الثقافة الجنسية في جو متسم بالمحبة والهدوء والحوار .. وللحديث تتمة. *مدرب ومستشار أسري