مع موافقة مجلس الوزراء أمس الأول على مهمة إدارة المدينة التعدينية في منطقة رأس الزور شمال محافظة الجبيل إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع بات انطلاق هذه المدينة قريب لتساهم في تهيئة مناخ اقتصادي يضاف إلى مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، باستثمارات تفوق ال60 مليار ريال وتوفر أكثر من 27 ألف فرصة عمل للشباب السعودي على مراحل. وتمثل هذه الموافقة إضافة أخرى للمدينة وبعدا آخر للاهتمام بثروات هذا البلاد ودعما للاستثمارات غير النفطية، حيث إنه تبعا لذلك ستعمل الهيئة الملكية على إدارة البنية التحتية للمدينة وتشمل إدارة الميناء وخدماته وتطوير الموقع والمرافق وإدارة القرية السكنية ومد الطرق ومياه التبريد والصرف الصناعي، إضافة إلى إدارة النظم البيئية ووصف المواقع جيولوجيا?وتركيب معدات للأرصاد الجوية لمراقبة أحوال الطقس وعمل مسح شامل لنوعية الهواء والعوامل الملوثة وكذلك مسح شامل لمستوى الضوضاء ولمصادر المياه، إضافة إلى عمل مسح شامل وتصنيف للتربة وغيرها. في هذا التقرير نلقي الضوء على أهمية منطقة رأس الزور والثروات المعدنية في المملكة وتاريخها والحجم المتوقع لها. رأس الزور تقع منطقة رأس الزور على بعد 90 كلم شمال مدينة الجبيل الصناعية وتبلغ مساحتها 90 كلم مربعا يمثل قربها من مرافق إنتاج الطاقة ميزة استراتيجية ولوجستية، لذلك اختير موقعها من بين مواقع عدة طرحت مسبقا وتشتمل المدينة التعدينية في رأس الزور على مرافق متكاملة للأسمدة والكيماويات والألمنيوم والبنية التحتية وسترتبط بالمناطق الشمالية والوسطى من خلال سكة القطار. السكة الحديدية 1500 كم تقريبا تربط مناجم الفوسفات والبوكسايت في رأس الزور وبدأت عمليات تسوية الأرض في الربع الثالث من 2006 ومنحت العقود المدنية وعقود المسارات في نيسان (أبريل) 2007 وسينقل ما يزيد عن خمسة ملايين طن سنويا من الصخور الفوسفاتية إلى منطقة رأس الزور بواسطة القطارات، إضافة إلى أربعة ملايين طن سنويا من البوكسايت ويتوقع أن يستكمل المشروع بحلول نهاية العام 2010. وتزخر أراضي المملكة بالكثير من الثروات المعدنية منها صخور الدرع العربي التي تحتوي على عدد من الرواسب المعدنية وتدير معادن وتشغل حاليا خمسة مناجم ذهب منتجة، كما أنها قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ مشروعي الفوسفات والبوكسايت العملاقين. شركة معادن تأسست شركة معادن كشركة مساهمة بموجب مرسوم ملكي صادر في العام 1997 وبرأس مال قدره ثمانية مليارات ريال، بهدف استكشاف وتطوير الموارد المعدنية في المملكة، وأن تصبح شركة عالمية للموارد المعدنية، وأن تصبح قيمة مضافة إلى مصادر المملكة غير النفطية، من خلال استغلال الكم الهائل من المعلومات الجيولوجية التي جمعتها الدولة لبناء صناعة تعدينية وخلق فرص استثمارية للقطاع الخاص وإيجاد فرص عمل تزيد على 27 ألف وظيفة، باستشمار إجمالي يصل إلى أكثر 60 مليار ريال، والعمل كمحفز للتنمية الإقليمية تعزيز التنوع الاقتصادي. الفوسفات اكتشفت رواسب خام الفوسفات سنة 1380ه في شمال المملكة وقدرت الاحتياطيات غير المؤكدة بأكثر من ثلاثة مليارات طن، وسيصل الإنتاج إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين طن من ثنائي فوسفات الأمونيوم. البوكسايت وتتركز احتياطات البوكسايت في مكمن الزبيرة بين منطقتي حائل والقصيم، وتقدر بأكثر من 252 مليون طن، وستنقل الخامات بعد المعالجة المبدئية عن طريق سكة القطار إلى المدينة التعدينية في رأس الزور. معادن للفوسفات تأسست شركة معادن للفوسفات بمشاركة استراتيجية مع شركة سابك لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية يبلغ رأس مالها المدفوع 5962 مليون ريال، ويبلغ إنتاج منجم الجلاميد أكثر من 5.5 مليون طن سنويا من مركزات خام الفوسفات وثلاثة ملايين طن سنويا من ثنائي فوسفات الأمونيوم، ما يشكل أكثر من 11 في المائة من الإنتاج العالمي. معادن الألمنيوم مشروع مشترك بين معادن (51 في المائة) وريو تنتو ألكان (49 في المائة) بتكلفة إجمالية تقديرية تبلغ 10.5 مليار دولار (39.6 مليار ريال)، وتصل موارد خام البوكسايت الإجمالية في الزبيرة إلى 259 مليون طن واحتياطيات المعدن الإجمالية إلى 209 ملايين طن تكفي لتشغيل المنجم لمدة 30 عاما.