هذا هو حال بعض فئات المجتمع السعودي. ملاسنات، واحتجاجات، واعتراضات، وشراء أصوات!! كل ذلك من أجل انتخابات غرفة تجارة جدة، الأمر الذي يعني أن بعض الفئات، تخوض حربا شعواء على الانتخابات، كفيلة بأن تحجز لها مقاعد في مجلس التخلف السياسي! لا مجلس «صناعة النجوم» الذي اعتاد المواطن العربي على رؤيته بألوان قوس قزح، ثم يأتي من يطالب بانتخاب أعضاء مجلس الشورى السعودي، الذي يعد أقوى تأثيرا في الحياة الاجتماعية من انتخابات غرفة تجارية، ويستحق أن يختار المرشحون أعضاء مؤتمنين في: دينهم، وأمانتهم، وأخلاقهم، وبرامجهم البعيدة عن الامتهان الصارخ لمفهوم الانتخابات. تجربة تنبئ عن وجود فجوة عميقة وحادة بين وجود ثقافة الانتخابات على أسس علمية، وبين أناس ينتخبون قبل أن يهيأوا لعملية الانتخاب، وكيفية التصويت، وتقبل النتائج أيا كانت، مما يفرض طرح سؤال مهم: هل يتحول التكتل الانتخابي السعودي إلى جانب طرف قوي صالح؟ أم إلى ضعيف متخلف، ويبطل عملية الانتخابات، ويعيدها إلى ساحة فساد، وتلاعب، بآليات الانتخابات، وإخلال بقاعدة ذهبية تقول: أعط صوتك لمن يستحق لا لمن هو أقوى، فمن بعد قوة تضعفون. بعد تجربتين من الانتخابات (بلدية وتجارية) لم تتغير الصورة. صحيح أن بعض فئات المجتمع السعودي رأت وسمعت شيئا اسمه: «الانتخابات»، إلا أن الهدف، والغاية والأسلوب لم يتغلغل بعد في الفكر الانتخابي السعودي، وإزاء ذلك سيزداد الإخفاق، وستنتشر ظاهرة تجمع بعض المنتخبين، بما لا يؤدي إلى المنافسة الشريفة، التي تصبح بدورها عاجزة عن التأثير في السوق الانتخابي، فتنجح بالتالي قوى انتخابية احتكارية الطابع، تحت غطاء منافسة غير متكافئة تدعو للرغبة في سيطرة قوى نافذة، على قوى صالحة، تم عزلها عن ساحة الإصلاح، ومن يدري فقد تظهر في المستقبل شركات انتخابات مساهمة، وعندها يبدو القطاع الانتخابي السعودي، في حاجة ماسة وسريعة لمن ينقذه من هوة سحيقة، فتداخل القطاع المالي، مع القطاع الانتخابي، مع عدم الوعي، مع عدم التنشئة السياسية، يعني دخول أشخاص يحصلون على امتيازات لا يستحقونها، بينما يبقى المستحق في دائرة ضيقة، لا يدري كيف يقاوم هوامير الانتخابات. لو كنت رجل أعمال سعودي رأس ماله (100) مليون ريال على الأقل، لاقتطعت منها (10) ملايين ريال، لعقد دورات تأهيلية على كيفية التعامل الراقي مع الانتخابات، ويوم أن يتحقق ذلك، فستتاح نتائج أفضل حرية بالمنافسة، تميز المرحلة الحالية والمستقبلية للمجتمع السعودي على أساس من: النزاهة، وتشيد خزانات انتخابية سعودية بحتة، خالية من الأصباغ، والتزويق، والتلوين. لا داعي للانتخابات إذا كانت على غرار ما حدث في غرفة تجارة جدة، وإذا أريد لها أن تبقى، فهيئوا لها المناخ السياسي والاجتماعي أولا، ومتى تحقق ذلك فأهلا بانتخابات نزيهة. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة