هناك طرفة شعبية متداولة خلاصتها أن أب أسرة طرق باب شقته أو فيلته أحد معارفه ولم يكن صاحب الدار مستعدا لاستقباله لاسيما أنه قد جاءه بلا موعد فقال لابنه الصغير قل له: إن بابا غير موجود، ففتح الصغير الباب جزئيا وأطل منه برأسه وقال للطارق: بابا يقول لك: إنه غير موجود، فرد عليه الطارق قائلا: قل لبابا إذا أردت أن تكذب فاعرف كيف تكذب؟! والطرفة محتملة الوقوع في أية لحظة بالنسبة لمن يستخدم الأطفال في مثل هذه الأمور. ولكن علماء التربية والمجتمع يرون أن في استخدام الصغار لنقل الأكاذيب خطورة على سلوك أولائك الصغار مستقبلا لأن الطفل يجد والديه يحدثانه صباح مساء عن الصدق وفضائله وحسناته وأنه يهدى إلى الجنة، ويحذرانه من الكذب ونقائصه وسيئاته وأنه يهدي إلى النار، ويسمع العظات نفسها في المدرسة وفي مجال الكبار، ثم يرى بعضهم يمارسون الكذب أمامه بل ويستخدمون الأطفال في نقل الأكاذيب فيكون ضحية صراع نفسي بين ما يسمع وبين مايرى!. وهناك نوع من النساء أو الرجال قد يغتابون أشخاصا في مجلس ما من المجالس ويكون بين حاضري المجلس صغار أبرياء لا يلاحظ الحاضرون وجودهم فإذا قابل طفل منهم أحد الذين أو اللائي تعرضوا للغيبة قال له الطفل ببراءة: أغرب عن وجهي إن أبي يقول عنك إنك رجل سيئ. ويقول العبارة نفسها وباللهجة الدارجة بطبيعة الحال لمن تكون قد اغتيبت من النساء فتقع مشكلة ونزاع بين الطائفتين وربما تعرض الطفل الذي نقل ما سمعه ببراءة للتوبيخ أو العقاب البدني لأنه لم يكذب!! بحجة أن عليه عدم نقل الكلام اعتقادا ممن أنزلوا به العقوبة بأنه قادر على التمييز بين ما ينقل وما لاينقل مع أن الخطيئة في الأصل هي فيما ارتكبوه من غيبة محرمة، فهل المقصود في مثل هذه الحالة أن نعلم الطفل الكذب حتى يكون أمامنا طفلا ذكيا مؤدبا؟. أم أن الأصل في هذه المسألة ألا نكذب أمام أطفالنا ولا من خلفهم، وألا نغتاب أحدا أبدا وألا يروا منا إلا كل قول صادق وفعل جميل حتى نكون القدوة لهم.. الإجابات معلومة على مثل هذه التساؤلات.. ولكن ما فائدة علم لا يطبق؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة