تعكس 40 لوحة للفنان التشكيلي عبده الفائز في معرضه الأول «بقايا ألوان» الزخارف البيئية الثقافية لمنطقة جنوب المملكة. وتميزت أعمال المعرض الذي أطلقه الناقد سعيد السريحي البارحة الأولى في صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة، بجمال مستفيض في عالم الألوان الداكنة والبنية، حيث تداخلت تقاسيم البيئة وثقافتها مباشرة مع الألوان المستخدمة التي تعكس اتساع الأفق المرئي الذي يعيشه الفنان، بعد أن أخضع ألوانه بطواعية لإبراز ثقافة الريف الذي اتخذه مسكنا، وتوظيف الحرف العربي في رسوم هندسية متساوية بين رسم الحرف والزخرف. وفي رؤية بصرية أكثر عمقا، يتضح للناظر في أعمال الفائز استخدامه في بناء اللوحة أسلوب التكرار للمفردة مع التغيير في أوضاعها الحركية، ومراعاة شكل وحدود المساحة المحددة للتصميم لإبراز المفردة بصورة مختلفة ومغايرة، وفق بناء خطى منحنى للتعبير عن المعنى من جانب والتناسب مع شكل مساحة التصميم من جانب آخر، سعيا خلف خلق إبداع جمالي للوحة وما تحمله من مفردة. صالة أتيليه جدة اكتظت بالحاضرات والحضور الذين عبروا عن دهشتهم بالأسلوب المميز للفنان الفائز الذي أفصح عنه في معرضه وتناول فيه بيئته الجنوبية، ورؤيته للتطور والتنمية التي تشهدها المملكة. وعن المعرض، قال الفنان فهد خليف «إن أسلوب عبده الفائز شهد نقلة نوعية في التكنيك، إضافة إلى اعتماده على الألوان الداكنة التي أعطت للعمل خط سير يختلف عن أقرانه في الساحة». ورأى الفنان نهار مرزوق «أن الفائز يسير بخطى ثابتة ومدروسة نحو الحضور بقوة في الساحة التشكيلية، مركزا في أعماله على تراثنا الجميل الذي دائما يقودنا إلى التميز».