الكتاب يرقص فرحا في عرسه الصاخب.. بعد عزوبية طووويلة!! بعض وسائل الإعلام ألقت بثقلها في إحياء المناسبة السعيدة وبعضها أعطى ظهره مثلهم مثل الأطرش في الزفة! أو ربما طمعا منهم أن لايكونوا بين «كذابي الزفة»!! عموما.. رغم أي شيء وكل شيء.. قامت قائمة الكتاب في المضارب العربية!! وهللت أمة اقرأ وكبرت! فهاهي مؤسسة الفكر العربي تقبض على زمام المبادرة وتحيي مؤتمرا في بيروت مثله مثل «اكتشاف النفط» يغير الحياة من حال إلى حال، وينظف سمعة الأمة العربية، ويبدل كسادها الواقف إلى نشاط ثاقب! فقد أعلنت شعارا مثيرا صادما يلفت النظر.. (كتاب ينشر... أمة تتقدم)! فهل هذه إجابة لسؤال قديم حير المفكرين لماذا الأمة العربية لاتتقدم؟! وهل يعني ذلك أنها لم تتقدم لأنها لم تنشر!! المهم أن بيروت كانت مقر اكتشاف الكتاب عند العرب ماضيه، وحاضره، ومستقبله.. ومنها انطلقت مؤسسة الفكر العربي تخطط لكتاب الغد الجديد! وهذا مختصر الإشارة لذلك الحدث المضيء، انتقل إلى «دبي».. أما في «دبي» حيث يزدهر في الإماراتالمتحدة كل شيء!! كانت الصيحة مدوية (اكتب، ترجم، وكتاب في كبسولة) أمنيات واسعة المدى ونحن في انتظار ثمارها بعد أن أعدت الأرض لرمي البذور! فقد قامت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بإعداد برنامج ثقافي رائد مميز يفيد في إثراء الفكر والمعرفة عند العرب من الماء إلى الماء ومن اليابس إلى اليابس! وأرسلت لهم جميعا تلك الصيحة المدوية أملا أن يأتي غد عربي مشرق بالمعرفة والعلم عن طريق التأليف والترجمة والنشر!.. ثم تأتي الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حيث ظهرت عناوين الصحف (مؤتمر الناشرين العرب الأول) وحبذا لو قيل مؤتمر الناشرين العرب الأول في الرياض؛ حتى لاتكون عبارة الأول مفتوحة بما يخالف الحقائق! الغريب.. المصادفة التي جمعت بين ثلاث عواصم أو ثلاث مدن عربية لامعة تحتفي كلها بالكتاب والنشر والتأليف والترجمة والناشرين..!! فهل هي حقا مصادفة بحتة؟! لأن توقيت هذه الفعاليات كان متتاليا في فترة واحدة لاتتجاوز تقريبا شهرا.. فهل المصادفة لعبت دورها.. أم أن الأزمات العربية بحثت عن مخرج تنقذ فيه المواطن العربي فاتجهت به نحو هذه المؤتمرات! ويمكن من خلال ذلك استنتاج ما يلي: 1- إن نهضة الوعي المقترنة بالقراءة والنشر والتأليف أصبحت من مهام المؤسسات المدنية الفاعلة في الدول العربية ولم تعد من شؤون الحكومات. 2- اتضح غياب دور الجامعة العربية في التنسيق بين الأدوار والمهام وأنشطة المؤسسات الفكرية والثقافية. 3- تبين أن الخطوط الرابطة بين الجهود العربية ضعيفة وغير متوافرة على الوجه المطلوب، فماذا استفادت تلك المؤتمرات من بعضها البعض وكيف استثمرت كل منها جهود الأخرى! دلالة واضحة أن التعاون العربي مثل الهواء تسمع اسمه ولا تراه.. وللموضوع بقية!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة