لم يكن التقاعد بالنسبة للرئيس رقباء مرزوق بن رداد المقاطي راحة، كما هو الحال مع الكثير من المتقاعدين، فقد أخذ على عاتقه العديد من المهام والأعمال الإنسانية والخيرية في عدة مجالات، وأعطى لهوايته المحببة القراءة مساحة كافية في حياته بعد أن افتقدها طيلة المدة التي قضاها في الوظيفة. ولد المقاطي في مكةالمكرمة في العام 1378ه، وفيها درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والتحق بمعهد الجوازات في العام 1404ه، وانخرط في العمل العسكري في الجوازات وتدرج في الرتب العسكرية حتى نال رتبة رئيس رقباء، بعد خدمة تجاوزت 26 عاما. يؤكد أن أيام وجوده على رأس العمل لا زالت عالقة في ذهنه، وما زال يرتبط بزملائه بعلاقة جيدة ويستفيدون من خبرته من خلال اتصالاتهم الدائم به والسؤال عن كثير من الأمور التي تتعلق بالعمل. يستغل المقاطي فترة ما بعد التقاعد للجلوس مع أبنائه، مشاري الذي يعمل معلما للرياضيات في جدة وسعد الموظف في قوات أمن المنشآت. يقول: توفرت لي اليوم فرصة للالتقاء بهم والجلوس معهم والخروج بصحبتهم. ويحرص من وقت إلى آخر على زيارة أقاربه في مختلف المدن، ويعتبر ذلك من أولى اهتماماته بعد التقاعد، يقول هناك الكثير من أقاربي ممن لا ألتقي بهم سوى في المناسبات العامة، أما اليوم فكلما رغبت في مشاهدة أحد منهم، سقت نفسي إليه. يؤكد أن التقاعد ساهم في إحياء موهبة يعشقها منذ صغره والمتمثلة في القراءة، حيث انقطع عن كتبه التي تحتويها أدراج مكتبته منذ سنوات بسبب عمله العسكري الذي يتطلب الصرامة والجد واحتساب الوقت.