دوما ما تظهر المفارقات والحقائق والغرائب أيضا في مباريات "الديربي" وهي المواجهات الجماهيرية والتنافسية في شتى أنحاء العالم، وفي الرياض ينظم اليوم لقاء ذهاب "ديربي العاصمة" والذي يحل فيه فريق النصر ضيفا على نظيره الهلال في ملعب استاد الملك فهد الدولي في إطار الجولة الرابعة من دوري زين السعودي للمحترفين، في لقاء ذي طابع خاص فالفائز دائما ما يعتبر انتصاره بمثابة البطولة. يسعى الهلال إلى تحقيق العلامة الكاملة من خلال هذه المباراة ليرتفع إلى مستوى 12 نقطة في الرصيد النقطي، بعد أن حقق فوزه الأول أمام القادسية بهدفين لهدف في افتتاحية الدوري، ومن بعد ذلك سجل فوزه العريض على حساب نجران بخمسة أهداف دون رد، ليفترس الوحدة بهدفين لهدف في آخر مبارياته، وهو الآن يحتل مرتبة الوصافة ويطارد متصدر سلم الترتيب الاتحاد بفارق الأهداف. النصر والسقوط من الثالث يحتاج النصر إلى الفوز فوضعه لا يقبل بغير ذلك إذا ما أراد أن ينطلق دون أن يواجه الموقف الصعب من جديد في هذا الموسم، وتأتي هذه الحاجة بعد أن افتتح مبارياته بلقاء الاتفاق بعدما تأجل لقاءه مع الحزم الذي كان في إطار الجولة الأولى، وحقق في تلك المباراة نقطة ثمينة بتعادلٍ إيجابي بهدف لمثله، وواجه الشباب في إطار مباريات الجولة الثالثة فخسر بهدفين دون رد ليتواجد في المرتبة العاشرة وهي المرتبة التي ينتاب النصراويون القلق منها في ظل كابوس مواسم مضت قبل الموسم الماضي. عقدة ال6 سنوات يلازم النصر أثناء مواجهته للهلال سوء الطالع خاصة في المواجهات الدورية وذلك منذ عام 1424ه إذ يذكر آخر فوز له في تلك السنة بهدفين لهدف، ومنذ ذلك الحين لم يكسب غريمه التقليدي في الدوري فكانت آخر نتائج اللقاءات بينهما فوز الهلال بهدفين لهدف وهدفين دون رد، وبالرغم من ذلك فإن الهلاليون لا يطمئنون أبدا لما ستؤول إليه نتيجة هذا اللقاء، كما كان الحال في المباريات السابقة وإن كان سوء الطالع يلازم الغريم التقليدي، وذلك على اعتبار أنه معروف عنه جمع القوى حينما يرى اللون الأزرق. ويجدر بالذكر أن 14 موسما مضى لم تشهد مباراة الدور الأول "الذهاب" فوز النصر على الهلال أيضا. أهم 3 نقاط قال المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم في نادي الهلال سامي الجابر إن أهم ست نقاط من الضروري أن يحصدها الفريق هي نقاط مباراتي الوحدة والنصر، والأولى تحققت وتبقت الثانية التي من أجلها قام الجهاز الإداري في نادي الهلال بإعداد اللاعبين من الناحية النفسية منذ وقت مبكر، ذلك على الرغم من أن الكثير من الأنباء التي أشارت إلى أن اللاعبين لم يتسلموا أموالا مستحقة لهم. ومقابل ذلك كان للإدارة العامة للكرة في نادي النصر حديث آخر حينما تم مطالبة اللاعبين بنسيان الخسارة الأخيرة والالتفات لهذه المواجهة بالتحديد نظرا لأهميتها من نواح عدة. تفاؤل وطمأنينة يقابل التحضير الإداري لكلا الفريقين تفاؤل من طرف أصحاب القوة في السنوات الأخيرة جراء الفوز الأخير خارج الأرض وجراء النتائج الممتازة التي يتم تحقيقها منذ بداية الدوري، ولعل الهلاليين مطمئنون مع المدير الفني للفريق المدرب البلجيكي إيريك جيريتس الذي أعاد صياغة اللاعب "الموهوب" محمد الشلهوب فعاد معه المهاجم "القناص" ياسر القحطاني لمستواه المعهود مع انتفاضة المحترف السويدي كريستيان ويلي هامسون، لتظهر الكتيبة "الزرقاء" في كل مرة بحلة جديدة وبهجوم لا يتراجع بهدف اكتساح نقاط المباريات نحو تحقيق اللقب الذي لم يعد لخزانة النادي منذ عام 1428ه. الحارثي والخسائر ال10 تبدو الجماهير النصراوية أكثر تفاؤلا إذا ما رأت المهاجم محمد السهلاوي صاحب أغلى صفقة انتقال في تاريخ الكرة السعودية والمقدرة ب23 مليون ريال بجانب نظيره سعد الحارثي، ومن الحقائق المؤلمة لها أن اللاعب الحارثي ومن خلال مشاركته النصر في عشر مباريات ماضية لُعبت أمام الهلال لم يحقق الأخير أي فوز يذكر، ويبدو أن الأمل هذه المرة سيتجه صوب اللاعب السهلاوي الذي سبق له وأن زار الشباك "الزرقاء" بهدفين سجلهما لفريقه المنتقل منه القادسية. القحطاني النصر من الحقائق الملازمة لمباريات النصر والهلال "كابوس" المهاجم الدولي ياسر القحطاني لدفاعات النصر، فهو منذ أن انتقل لنادي الهلال قادما من القادسية قبل أربع سنوات كان سباقا إلى زيارة الشباك "الصفراء" التي تشهد له تسع مرات، ففي موسم 2006 سجل هدف السبق في مباراتين في الدوري، وفي موسم 2007 تكرر المشهد حتى لقاء الموسم المنصرم الذي انتهى بهدفين للهلال من دون رد من النصر. ويبدو أن اللاعب القحطاني يجيد تكرار المشهد بالتخصص منذ أن كان لاعبا في القادسية إذ سجل ثلاثة أهداف بالطريقة نفسها. لمن ستكون الكلمة ؟ سؤال سيتبادر إلى أذهان المتابعين الرياضيين في الوطن العربي حتى يحل ليل هذا اليوم وحتى تتجه عقارب الساعة نحو الثامنة وخمس دقائق ليقول الأفضل بعدها كلمته، فمع الظهور الأول للمهاجم عيسى المحياني مع الهلال ونظيره محمد السهلاوي مع النصر في "ديربي العاصمة"، ستراقب العين الرياضية كل صغيرة وكبيرة، لوجود المحترف الكوري الجنوبي لي بيونج الذي سيرتدي القميص الأزرق، ومواطنه لي شون سو صاحب القميص الأصفر، ولربما شارك المحترف البرازيلي ثياجو نيفيز الهلاليين وهو في تحد خاص مع النصراويين عامه والمحترف الأرجنتيني فيكتور فيغيروا خاصة، فتلك الأسماء صاحبة الأرقام القياسية في المبالغ المالية من المنتظر منها أن تقول كلمتها اليوم.