من حق شهر سبتمبر أو (الميزان) علينا أن نعده شهرا سعيدا مباركا من شهور العام، فهو ليس الشهر الذي تحقق فيه توحيد بلادنا ودعم العلائق بين أطرافها فحسب، وإنما أيضا هو الشهر الذي أطلقت فيه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، تلك الجامعة التي يحق لنا أن نفخر بها وأن نتباهى أنها من صنعنا وأنها تنسب إلينا، ففي هذا الشهر نستطيع أن نقول إننا صرنا مشاركين ومسهمين فاعلين في بناء الحضارة العلمية للعالم، بكل ما يحمله لفظ المشاركة والإسهام من معاني القوة والتأثير، ولعل عصر العطاء والمشاركة في مجالات العلوم والأبحاث قد أشرقت شمسه بعد تلك السنين العجاف المريرة التي قضيناها مغرقين في الشكوى من التخلف العلمي والصناعي الذي نعيش فيه، مبدين أسفنا وخجلنا من واقع نراه لا يليق بنا ولا يتلاءم مع المكانة التي نرفع أنفسنا إليها. لذلك، لما بزغت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على أرض الوطن بدت لنا في سمائه شامخة وضاءة كإطلالة الشمس في يوم مطير، فقد بزغت لتضع نهاية لعصر وبداية عصر غيره جديد مختلف، عصر يمكن أن يوصف بأنه العصر الذهبي للتخلص من التخلف العلمي والصناعي الذي نشكو منه، وبداية ازدهار العلوم والتقنية في بلادنا. حين نلتفت إلى الوراء لننظر إلى الماضي نجد أنه لم يسبق لنا في تاريخنا العلمي أن حققنا مثل هذه القفزة العظيمة في مجال دعم البحث العلمي والتقني، سواء من حيث التسهيلات الآلية وتوفير بيئة بحثية صالحة ومحفزة، أو من حيث العقول التي تشرف وتدير وتعلم. إن أي حالم فينا، مهما سرح به الخيال، ما كان يمكن له أن يتخيل قيام مثل هذه الجامعة العملاقة بصورتها التي ظهرت عليها، وبالسرعة التي أنجزت بها! فهي كما عبر عنها خادم الحرمين الشريفين «معلم حضاري وإنساني وعلمي، أنشئ ليكون رمز وفاء لموحد دولتنا وبعضا من قطاف زرعه». إن إنجاز هذا الصرح العلمي الشامخ ما هو إلا كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد في برقيته المهنئة لخادم الحرمين بافتتاح جامعة الملك عبدالله، حيث عدها لبنة واحدة في مشروع التحديث الذي يقوده الملك عبد الله حفظه الله والمتجه إلى الاستثمار في العلم والمعرفة وبناء الإنسان، ففي عهد الملك عبد الله الزاهر تضاعف عدد الجامعات ودخلت إليها ثقافة كراسي البحث العلمي، وزاد الاهتمام بالدراسات البحثية، ونشطت البعثات العلمية، وتصدرت المملكة مستشفيات العالم في جراحات فصل التوائم التي تقدمها مجانا على نفقة الدولة فذاع صيتها حتى حازت لقب مملكة الإنسانية. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة