وسط حضور 4000 شخصية، بينهم 34 من قادة وزعماء دول العالم، وجهت المملكة رسالة واضحة للعالم أنها مقبلة بقوة على الاستثمار في بدائل الطاقة، ما يعني أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يبعث رسالة تتلخص في أن بلاده لن تكتفي بصفتها الحالية كأكبر مصدر للذهب الأسود (النفط). وتأتي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتقول للعالم: «سنصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة، وليس نوع من أنواع الطاقة»، إذ يتضح توجه المملكة وملكها في الأهداف المعلنة للجامعة، والمتمثلة في مهام رئيسية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، أولها تحويل أشعة الشمس من مصدر حرارة غير مستغلة إلى مصدر للطاقة البديلة، بحيث سيفتح سوق تصدير جديدة للدول التي تعاني من ارتفاع تسعيرة الكهرباء نتيجة غلاء النفط. والهدف الثاني، تطوير تقنيات جديدة لتحلية المياه في ظل نقص المياه الذي تعاني منه الدول، ومن بينها المملكة، بسبب انخفاض منسوب المياه في الآبار، فيما يتركز الهدف الثالث في استثمار المساحات الصحراوية الكبيرة في الاستفادة من الرمال لصناعة تقنيات للطاقة، إضافة إلى الاستفادة من النباتات الصحراوية في زراعة محاصيل غذائية عالية الغلة. والهدف السابق يعد هدفا معلنا لحكومة وقيادة المملكة منذ بدء التفكير في إيجاد موارد ومصادر دخل جديدة للاقتصاد الوطني، خصوصا بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية عن طريق إنشاء مدن اقتصادية تتركز في ثلاث مجالات أساسية، وهي: الاقتصاد المعرفي، النقل، والتقنية. وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والتي تبلغ تكلفة إنشائها عشرة مليارات ريال، يقع على عاتقها دور هام في إيجاد بحوث علمية تسهم في خروج نظريات فيزيائية وكيميائية للمساعدة في ابتكار تقنيات حديثة. والمملكة الممتدة على مساحة 2.5 مليون متر مربع، لديها من المؤهلات والثروات الطبيعية ما يمنحها الأولوية في أن تصبح الدولة الأولى في العالم لتصدير طاقات بديلة، إضافة إلى إيجاد حلول لمشاكل تتعلق بالخدمات والبنية التحتية سواء لنفسها أو للعالم. وكان رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل تحدث في تصريحات صحافية سابقة، أن الجامعة تأتي ضمن إطار الخطة الخمسية الشاملة للعلوم والتقنية في المملكة، فعالم اليوم بات فضاء افتراضيا، وتنافسية اقتصادية قائمة على استنفار العقول للخروج بأفكار تترجم إلى واقع يضفي لموقع المملكة بعدا علميا لا ينقصها سواه.