قبل أكثر من ثلاث سنوات وفي منتصف عام 1427 وجه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وقد أصبحت واقعا ملموسا الآن حيث تحتضن طالباتها وطلابها من المملكة العربية السعودية ومن بعض دول العالم فهي جامعة عالمية رائدة حيث توفر لهم بيئة مناسبة للتفوق والإبداع والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين في أشهر الجامعات، حيث أصبحت كيانا شامخا يحقق التغيير ولاسيما في الجوانب التعليمية والاقتصادية ولا سيما جوانب الإبداع في التعليم وفي مختلف المجالات الأخرى ولا سيما الاقتصادية. وتأتي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ضمن عدة إنجازات تربوية تعليمية بدأها حفظه الله في التعليم العام، حيث تم تطبيق (مشروع عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي) قبل خمسة عشر عاما في التعليم العام وأراد بهذا المشروع حفظه الله أن تقوم مدارسنا بتوظيف التقنية وأدواتها ووسائلها في مجال الوسائط المتعددة للتعليم وإيجاد بيئة معلوماتية وشبكات اتصال داخل الفصول وأقسام المدارس وإداراتها ومن ثم مع إدارات التربية والتعليم بالوزارة الأم، وكانت نتائج المشروع باهرة حيث: أصبح الحاسب الآلي في كل مدرسة، وتتبنى إدارات المدارس استخدامه في التعليم داخل الفصول. ويشارك الطلاب من المراحل الأولى في التعامل والتفاعل معه وأصبح المعلمات والمعلمون يستخدمون الحاسب الآلي كوسيط ناجح في إيصال المعلومة أو الفكرة وأصبح الحاسب الآلي مجالا للتنافس بين الطالبات والطلاب. وللتاريخ، فإن ذلك كان بتوفيق من الله ثم بدعم من الملك عبد الله ولا سيما في بدايات المشروع والذي أصبح يمثل أمرا عاديا حاليا، وبما أن من أهداف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية رعاية الموهوبين وتنمية إبداعاتهم فإنه حفظه الله سبق وأن أوجد بيئة مناسبة لرعاية هؤلاء حيث أنشأ مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين تحقيقا لما دعت إليه السياسة التعليمية لبلادنا الغالية بضرورة الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم، وقد كانت رعاية الموهوبين من اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث تم افتتاح عدد من مراكز الموهوبين بناء على توجيهاته حفظه الله وذلك ضمن إطار مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وأدى وجود هذه المراكز إلى تنمية روح الإبداع والابتكار العلمي لدى بناتنا وأبنائنا للمساهمة في تقدم العلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية وتهيئتهم ليكونوا مواطنين مؤهلين علميا وفكريا. وقد سعى الملك عبد الله إلى تطوير التعليم العام في المملكة العربية السعودية بتطبيق مفهوم الجودة في المدارس ضمن مقاييس مقننة في بيئة تربوية غنية يمتلك فيها الطالب البحث وله القدرة على التحليل والتقويم ثم النقد مع تنمية مهارات الإبداع من قبل معلمين لهم القدرة على تنويع أساليب التعليم المتعددة ويدرك كل معلم المستجدات الحضارية وكيفية التعامل معها لصالح أبنائه وتوفير بيئة ممتعة ونشأ عن ذلك أنواع من المدارس منها: المدارس الرائدة ومدارس تطوير وهي مشروع ضخم لتطوير التعليم وتطبيق ما يسمى بالفصول الذكية وكلها توفر بيئة مناسبة للإبداع وتنمية المواهب في مدارس التعليم العام لتستقبل نخبة منهم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول التي تطبق ما توصلت إليه التقنية حاليا في جميع المجالات ولا سيما العلمية والاقتصادية وتستشرف المستقبل بتوفير أساليب متنوعة في التفكير والإبداع تتناسب مع هذا العصر تلبي جزءا من طموح الملك عبد الله بن عبد العزيز لتقديم أرقى ما تم التوصل إليه في تقنية المعلومات وتطوير وتنمية الابداع من أجل الوطن الغالي. مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة