تسير السياسة اليومية في هولندا، وخاصة بالنسبة للمسلمين، على وقع تصريحات النائب اليميني، غيرت فيلدرز، الذي عرف في السابق بسبب الضجة التي أثارها فيلمه «فتنة» وما قيل عنه لجهة اعتباره «مسيئا للقرآن وتعاليم الإسلام» حين عاد مجددا ليطرح قضية لا تقل إثارة للجدل، تتعلق بفرض ضريبة على المحجبات في البلاد. وطلب فيلدرز أن تحصل المرأة الراغبة بوضع حجاب على تصريح من السلطات، إلى جانب دفع مبلغ مالي يصل إلى 1500 دولار سنويا، واصفا الزي الإسلامي بكلمات غير لائقة. ويلاقي الاقتراح ردود فعل غاضبة من قبل الجالية الإسلامية الكبيرة في البلاد، إلى جانب قادة الأحزاب الليبرالية واليسارية. وقال فيلدرز، خلال جلسة للبرلمان: «أي امرأة مسلمة تريد أن ترتدي غطاء الرأس (الحجاب) عليها أن تحصل أولا على تصريح رسمي، ودفع مبلغ ألف يورو سنويا مقابل ذلك، المبالغ المستحصلة من ضريبة الحجاب يمكن أن تذهب لتمويل برامج تمكين المرأة وحمايتها». وأتى أحد الردود من رئيس الوزراء الهولندي، يان بيتر بالكينينده، الذي قال إن اقتراح ويلدرز: «لا يصلح في بلد يرحب بالجميع ويتعامل الناس فيه باحترام مع بعضهم البعض». أما السياسي الهولندي، ألكسندر بيختولد، زعيم حزب «ديمقراطيي 66» فقد وصف فيلدرز ب «العنصري»، في تصريحات أدلى به ل «إذاعة هولندا العالمية» الرسمية. كما نقل موقع إليكتروني عن فيمك هيلسيما، زعيم حزب «غرونللنكس» وصفه لخطاب فيلدرز بأنه «وقح» في حين سألته «أغنيس كنت» زعيمة الحزب الاشتراكي، عمّا إذا كان يرغب في فرض ضريبة مماثلة على أغطية الرأس التي ترتديها النساء المسيحيات في الريف الهولندي، أو القلنسوات اليهودية. يذكر أن فيلدرز كان قد أخرج فيلما بعنوان «فتنة» وعرضه على شبكة الانترنت في مارس ( آذار) 2008، مدته 15 دقيقة، يتضمن صوراً مسيئة للإسلام، رغم تحذيرات في أمستردام بأن عرض الفيلم قد يؤدي إلى الإضرار بالمصالح الهولندية في الخارج. وفور بث الفيلم، تتالت البيانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة، الذين أدانوا العمل باعتباره مثيرا للكراهية، وشكلا من أشكال التمييز ضد المسلمين، كما اندلعت المظاهرات في العديد من المدن الإسلامية.