أعلن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن وزارة الداخلية ستعلن قريبا استراتيجية فكرية لمواجهة الفكر المنحرف، عل الله أن ينفع بها ويعيد كثيرا من الضالين إلى الصواب. وأوضح الأمير نايف بن عبد العزيز إبان مأدبة السحور التي أقامها رجل الأعمال عبد الرحمن فقيه تكريما للنائب الثاني في مكةالمكرمة البارحة الأولى، أن الاستراتيجية الفكرية الجديدة ساهم في الإعداد لها ووضعها مجلس الشورى، وأخضعت لدراسة وتمحيص من قبل ذوي الاختصاص، وقال: إننا في وزارة الداخلية مؤمنون بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، ولذلك عملنا لوضع استراتيجية فكرية تطبقها كافة القطاعات المعنية وبمشاركة الدعاة وأئمة مساجد والكتاب والنقاد. وعبر النائب الثاني عن أسفه لأن يطلق على السعوديين في العراق مصطلحات «أفيوز» أو «مفجرين»، بعد أن سلك عدد من الإرهابيين من أبناء المملكة مسلكا خاطئا بوضع حزام متفجر أو أن يقود سيارة ليفجرها ويقتل مواطنين أبرياء. وتابع الأمير نايف أن «هذا الشيء يؤلمنا لأن المنفذين أغلبهم من أبنائنا وينتسبون لأسر كريمة وآباء وأمهات ليس لهم ذنب». وأكد أن وزارة الداخلية في طريقها إلى إعادة المنحرفين عن الطريق السوي إلى رشدهم سواء كانوا منفذين أو موجهين أو ممولين، والجهود مبذولة عن طريق ناصحين من علماء وطلبة علم ومواطنين. ووجه الأمير نايف بن عبد العزيز كلمة أثناء لقائه البارحة الأولى بأهالي مكةالمكرمة في دارة الشيخ عبد الرحمن فقيه، وقال : إخواني الأعزاء الحضور، أولا أشكر الأخ عبد الرحمن فقيه على هذه الدعوة التي جمعتني بكم كإخوة أعزاء ومواطنين صالحين ومؤمنين قبل ذلك متمسكين بعقيدتكم، ولنا الشرف أن نلتقي في أفضل بقعة في الدنيا، وأكرر أسفي على التأخر. قيمة الإنسان ثانيا: نحمد الله عز وجل أن جعل بيننا جميعا هذه الألفة والتواد واللقاء في كل مناسبة وهذا فضل من الله، قد لا يوجد في بلد غير بلدنا، وهذه سنة اجتماعية حض عليها ديننا وأخلاقنا كأمة مسلمة وعربية، ليس غريبا عليها مثل هذه الأخلاق، إن كان هناك في العالم من سبقنا في العلوم والتقنية إلا أننا إن شاء الله سائرون في هذا الدرب، وسنبلغ ما بلغوا، ولكن نحن نتميز على تلك الأمم بالتواد والتعاطف والألفة، لأنه ليس للإنسان قيمة إلا بعلاقته بإخوانه أبناء وطنه. والجميع يعلم أنه قد يكون الفرق في غير بلادنا وإن شاء الله هذا موجود في البلاد العربية والإسلامية الأخرى قد يصابون بأية مصيبة أو يسرون بأية مناسبة ولكن لا يجد حوله من يشاطره هذا الفرح أو هذا الحزن، بينما نحن في هذا الوطن من الله علينا بالتواد والتآخي والإنسان في أي أمر في الدنيا إن كان فرحا أو حزنا لا سمح الله يجد الجميع حوله، ليس فقط أسرته ولكن الكثير من أصدقائه ومعارفه، وقد يكون يشاركه في هذا الأمر من ليس له صلة به أسرية أو غيرها، وهذه نعمة من نعم الله علينا نحن بها، فإحساس الإنسان بأن يجد حوله الكثير من الناس في أية مناسبة لا شك أنه يكون مسرورا وهذا يعطي للحياة قيمة. علينا جميعا أن نتمسك بها إرضاء لله عز وجل ثم اتباعا لسنة كان عليها آباؤنا وأجدادنا، ونرجو أن نوثقها في أبنائنا حتى يكون هناك ترابط اجتماعي وأسري في هذا الشأن. الباب المفتوح وتابع الأمير نايف: الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وجعل دستورنا كتاب الله وسنة نبيه، والحمد لله لقد سن ولاة أمرنا منذ حياة الملك عبد العزيز رحمة الله عليه وبعده أبناؤه ملوك المملكة العربية السعودية بأن جعلوا الباب المفتوح هو سنة من ولاه الله أمر هذه الأمة، وهذه سنة لا توجد في أية أمة. قد تكون أمم كثيرة سبقتنا في أشياء كثيرة ولكن لا يستطيع المواطن فيها أن يصل للمسؤول أو حتى أقل المسؤولين إلا بمشقة، بينما أي مواطن أيا كان موقعه الاجتماعي يستطيع أن يلتقي بالملك وبولي عهده. ومن فضل الله علينا أن سن الملك فهد رحمة الله عليه سنة حميدة بأن سمى نفسه خادم الحرمين الشريفين وتبعه في ذلك سيدي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفعلا إنها سيرة مشرفة، وهذا ينسحب علينا جميعا كسعوديين أننا خدم لبيت الله ولمسجد رسوله، وهذا ما أكدته لرؤساء مؤسسات الطوافة، لأنه شرف أن نقدم الخدمة للمسلمين في الحج والعمرة والزيارة وهم آمنون مطمئنون ونعتز كسعوديين بأن من الله علينا بخدمة أطهر بقعتين في الدنيا، وهما مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وذلك من رضا الله علينا جميعا، ولاة أمر وقيادة وشعبا، ونعم الله علينا كثيرة، ونحن محملون مسؤولية كبيرة في خدمة المسلمين وتأمينهم في حجهم وعمرتهم وزيارتهم والحمد لله أنها تتم بأمن وسلام. فضل البلاد وأضاف النائب الثاني: نحن في هذا الوطن نعتز جميعا قيادة وأمة ليس لأحد فضل على هذه البلاد بأي أمر كان، لا أحد من قبل فتح عندنا فصلا دراسيا، ولا أحد من قبل فتح عندنا مستوصفا، بل كانوا حتى الحجاج يحضرون احتياجاتهم معهم، وقامت الدولة وتم بناء الأمة وبناء كل المرافق بفضل الله وبما أنعم الله علينا في بلادنا، وهذا أمر نحمد الله عليه ويجب أن نستشعره دائما. كان الملك عبد العزيز رحمه الله يقول: «كان العجائز عندما يعود سالما من سفر أو من غزوة يدعون الله له بأن يفتح له خزائن الأرض»، فكان حين يسمع ذلك الدعاء يقول ربما يكون هناك كنوز ربما قد نكتشفها وأخيرا عرفنا ما هي خزائن الأرض، ولكن الحمد لله كلها صرفت في بناء هذه الدولة في كل المرافق. تطورات إخواني قريبا وفي عام 73 هجرية وكنت وقتها أميرا للرياض حضرت المدرسة الوحيدة في الرياض وكان المتخرجون منها ستة طلاب من المرحلة الثانوية، واليوم لدينا عشرون جامعة، وبيننا ممن يحملون المؤهلات العالية من الدكتوراه إلى الماجستير إلى الشهادة الجامعية، والحمد لله كل أخذ موقعه المناسب سواء كان هذا في جهاز الدولة أو في الأعمال الأخرى التي فيها الخير إن شاء الله لهذا الوطن. مواقف مشرفة وأردف: الحمد لله الذي لم يكن لنا في كل التاريخ موقف غير مشرف أو توجه غير صحيح في أي موقع من أمتنا الإسلامية وأمتنا العربية بل كانت مواقفنا دائما مشرفة، ووقفنا مع الجميع، يمكن لا يعرف بعضكم أن أول من طالب باستقلال الجزائر هو الملك فيصل رحمة الله عليه عندما كان وزيرا للخارجية في هيئة الأممالمتحدة بتوجيه من الملك عبد العزيز. يمكن بعضكم يتذكر أن هناك مصنعا أنشئ بشركة نمساوية وبمساعدة الحكومة النمساوية في الإنشاء فجّر في الخرج لأنهم وجدوا أسلحة مع الإخوة الجزائريين من صنع المملكة، ووقفت المملكة حتى استقلت الجزائر. وأنتم تعلمون أننا مستهدفون والتاريخ يتحدث عن هذا، ولكن الحمد لله مكن الله بلادنا من أن تكون في موقف مشرف، إذا نحن نعتز كسعوديين أن موقفنا الحمد لله كلها مشرفة، وأعتقد أن غزو الكويت واحتلاله من دولة عربية لم يقف الموقف الصحيح إلا المملكة، وسمحت لكل من أراد أن يشارك في إعادة الكويت لأبنائه وتحملت المملكة كل شيء واستقبلت المملكة على أراضيها أكثر من 700 ألف رجل عسكري وتولت الصرف عليهم وتأمين كل احتياجاتهم وبلغ ما صرف أكثر من 80 مليار دولار من خزينة المملكة، ولم تطالب المملكة أي أحد بالتعويض، حتى أن أمير دولة الكويت الشيخ جابر رحمة الله عليه قال للملك فهد: «يا أخي أظن ليس لنا عودة للكويت»، فقال الملك فهد: «يا شيخ جابر ثق بالله وإن شاء الله نتناول وجبة الغداء أنا وأنت في الكويت». وفعلا تم هذا بعد إرجاع الكويت لأبنائه وهذه الوقفة المشرفة ليست للدولة فقط بل حتى الشعب السعودي فتح أبوابه لكل كويتي وكانوا متواجدين من جدة إلى الدمام ومن الجوف والقريات إلى نجران في كل بيت وفي كل مكان، وهذا فضل من الله وواجب. الجندي محمد وأضاف: أقول لولا إيماننا بالله عز وجل وصدقنا مع الله وتحكيمنا لكتاب الله وسنة نبيه لم يتحقق هذا الأمن، لأن أبناءكم وإخوانكم رجال الأمن يجاهدون في سبيل الله وحفظ الأمن في هذه البلاد، وأن استشهادهم شرف لهم في الدنيا ومغفرة لهم إن شاء الله في الآخرة، وما ذكر الإخوة عن ما حصل للابن محمد بن نايف هو ليس إلا جندي من جنود هذا الوطن وليس غريبا، ونحن لم نستغرب هذا لأنه أمر كان متوقعا، فإذا كان قد حصل لرجال الأمن في مواجهة الإرهاب فمحمد واحد منهم، ومع هذا لن تغير الدولة في فتح باب التوبة والرجوع عن الضلال لأي شخص حتى ولو فعل هذا ما فعل، لأن هذا مبدأ وقناعة لا يمكن أن تغير من حادثة الاستهداف الأخير للابن محمد كما حصل وستستمر الجهود لإعادة من ضل إلى سبيل الرشاد، وفي الحقيقة أنه يؤلمنا كأمة أن يكون هؤلاء من أبنائنا ومن أبناء أسر كريمة ولكنهم ضللوا فضلوا، والمؤسف أنه حتى الآن في العراق يسمى السعوديون «أفيوز» أو «مفجرين» إما أن يضع حزاما متفجرا أو أن يقود سيارة وللأسف يقتل مواطنين أبرياء كما تتابعون في الأخبار، وهذا الشيء يؤلمنا، ويؤلمنا أيضا أن المنفذين أغلبهم من أبنائنا، ونرجو من الله أن يعيدهم إلى سبيل الرشاد لا هم منفذون ولا هم موجهون ولا هم ممولون، خصوصا من ينتسب لهذا الوطن، والجهود مبذولة لأن يهدى هؤلاء إلى الصواب عن طريق ناصحين من علماء وطلبة علم ومواطنين بخطأ ما يفعلون. ومع هذا حتى ولو أخطأ هؤلاء الضالون تكفلت الدولة عن طريق وزارة الداخلية برعاية أسرهم، وليس غريبا على هذا الوطن نحن الحمد لله مسلمون وأخلاقنا أخلاق إسلامية، وعلينا جميعا أن نكون رجال أمن، وأنا كواحد من رجال الأمن أقول إن المواطن هو رجل الأمن الأول، فيجب علينا أن نحرص على حماية ديننا وبلادنا من كل الأشرار، وأن نحافظ على الأمن، وأن نحافظ على الضروريات الخمس التي شرعها الإسلام لكرامة الإنسان والحفاظ على حياته وماله وعرضه وفكره. وقال الأمير نايف: يجب أن نتمسك بهذه العقيدة ونعض عليها بالنواجذ كدستور ونهج وتطبيق والبحث عن العلم، لأن الإسلام يحث على طلب العلم ونحن سائرون في هذا الطريق ونحقق الحمد لله الشيء الكثير، ومدينة الملك عبد العزيز العلمية حققت نتائج جيدة إن شاء الله قريبا تظهر أمور تسر كل مواطن والحمد لله أن أبناءنا أصبحوا يخترعون ، أمس القريب أجرى طبيب سعودي أول عملية في التاريخ بإخراج القولون لمريض بدون عملية جراحية، والحمد لله هناك إنجازات في علوم متعددة، وأيضا حصدت طفلة سعودية الجائزة الذهبية في جنيف عمرها ما يتعدى العشر سنوات، ووحققنا اختراعات متحققة، وطالب في جامعة الملك عبد العزيز تمكن من تصنيع طائرة بدون طيار، إذاً لا شك أن هناك أمما سبقتنا في العلوم ويجب أن نصل إلى ما وصلوا إليه وهذا يدلل على خطأ قول بعض المخطئين بأن التمسك بالعقيدة وتطبيقها يؤخر المجتمع ولا نستطيع مجاراة العالم، وأقول: نحن أصبحنا نجاري العالم في العلوم والتقنية في كل مجالات العلوم في الزراعة في الطب في التقنية في الهندسة وفي كل العلوم الطبيعية، ولكن لا يمكن أن يكونوا قدوة لنا في الثقافة وفي الفكر وفي التربية وفي الأخلاق، نحن الحمد لله على مستوى عال من هذه الصفات ويجب علينا أن نتمسك بها تمسكا بإيمان، ونرجو من إخواننا الذين تشدهم الثقافة والفكر الأجنبي غربيا كان أو غير غربي، أن يفكروا تفكيرا سليما ويعيشوا كما يجب أن يعيش كل مواطن في هذا الوطن مؤمنا بالله متمسكا بدينه مؤمنا بأن القرآن والسنة النبوية هما النهج الصحيح، وأنها أنزلت لإصلاح البشرية وأنها آخر رسالة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وليس أعلم من الله بخلقه، وليس مثل الشريعة الإسلامية التي عرفت الإنسان كيف يتعامل مع نفسه مع أسرته في كل أمر كان صغيرا أم كبيرا، ويجب أن نكون مؤمنين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وسلفنا الصالح، وأن نكون مخلصين لديننا ووطننا لتقدمه ورفعته، وأنا واثق أن الجميع هذا نهجهم ولا عبرة بالشواذ. تهنئة وشكر واستمع الأمير نايف والحضور إلى كلمة الشيخ عبد الرحمن فقيه والتي أكد فيها استنكار محاولة استهداف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، وقدم شكره لما تبذله القيادة من جهود في مكافحة الإرهاب ما جعل المواطن ينام قرير العين حتى غدت النجاحات الأمنية مضرب الأمثال في العالم. وهنأ عبد الرحمن فقيه في كلمته الأمير نايف بن عبد العزيز على سلامة الأمير محمد من الحادث الإجرامي الأثيم، وقال: هي تهنئة لكل مواطن فسلامة الأمير محمد بن نايف سلامة للأمة ونجاته لطف من ألطاف الله وقدر من أقداره.