أن يعقب الدكتور محمد النجيمي على مقال للزميل عبده خال في جريدة «عكاظ» يوم الجمعة الماضية، ويوضح وجهة نظره، ويؤكد أن الكاتب أخذ مقولته بالمطلق فيما هو أي النجيمي لم يقصد هذا، أمر جيد ومبرر للتوضيح حتى لا يلتبس الأمر على الكاتب والقارئ، فيظن القراء أنه قال ما فهمه الكاتب. ولكن أن يقول النجيمي ضمن تعقيبه: «بعض الكتاب ومنهم أنت (أي خال) يكثرون من جلد الذات والتركيز على المجتمع السعودي، ولعل ذلك مرتبط بأجندة إقليمية ودولية للنيل من هذا البلد المبارك، يستخدم فيها كتاب وأنصاف مثقفين سواء علموا أو لم يعلموا، وأنتم تذكرونني بالليبراليين والعلمانيين في الخمسينات والستينات عندما استخدموا لتمرير خطة لإيصال أبناء الطوائف الأخرى إلى رأس هرم الدولة، ولما وصل الآخرون كان نصيبهم السجن والطرد والتشريد»، فهذا ما لا يطاق ولا يحتمل، هكذا وبسهولة وبلا تردد يقرر النجيمي أن من يخالفه الرأي خائن للوطن، ويعمل تحت راية جهات إقليمية ودولية، ولو كان النجيمي يملك سلطة لسجن كل من يختلف معه في الرأي، لأنه لا يستطيع رؤيته خارج إطار الخائن وإن كان لا يعلم حسب قوله. قلت الطامة الكبرى ليست في التخوين فقط، بل أيضا في رفضه وطرده لمن لا يتماهى مع فكره، ولو كان يملك السلطة لنفى كل الطوائف الأخرى خارج الوطن، مع أن مؤسس الوطن الملك عبد العزيز رحمة الله عليه قال: «أنا حاكم أبدان ولست حاكم أديان»، ليطمئن كل المذاهب والطوائف وغير المسلمين بأن هذا الحكم لن ينفي أحدا، كما حدث في صدر الإسلام، في ذاك الوقت كان جار الرسول صلى الله عليه وسلم يهوديا. المثير للدهشة أن هذا التخوين والنفي صدر من عضو المجمع الفقه الإسلامي الدولي ورئيس قسم الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية وأحد العاملين في لجنة المناصحة إن لم يكن أهمهم، الذي يتبنى فكرة مناصحة أولئك الذين يرون الشعب والحكومة كفرة ويستحقون الموت، أو ما اتفق على تسميتهم بالخوارج الذين كفروا حتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حين لم يتماه مع ما ذهبوا إليه في تفسيراتهم، وأباحوا دمه وقتلوه. فالنجيمي لا يختلف كثيرا عمن لا يقبلونك إن لم تتماه معهم، ويبيحون دمك، فمن يناصح من؟ وإلى متى سيستمر النجيمي في مطاردة كل من يقدم رأيا آخر في الصحف وفي الفضاء، ويتهمه بالخيانة أو يكفره وإن لم يقل هذا بشكل مباشر، «فهو يرى الليبرالي والعلماني كافرا»، وهذا يعني أن كل من يختلفون معه مرتدون يستحقون القتل، أو خونة يستحقون الشنق بتهمة الخيانة العظمى؟