من أضعف اللحظات التي تمر بها أية امرأة هي لحظة الولادة، فتمر عليها ساعات من الألم والشعور بالوهن والتقلصات المستمرة حتى تستنفد كل طاقاتها، هذه المرحلة والتي يتم فيها نزع روح من روح.. جسد من جسد، مرحلة مشاهدة الموت أشكالا وألوانا حتى تضع مولودها والتي قد لا يحتملها رجل مفتول العضلات. في هذه السويعات الصعبة تكون كل الآمال معلقة بعد الله سبحانه وتعالى على طبيبة النساء والولادة والتي (صدقا) لا أرى أن هذه الطبيبة لها دور فعال أثناء الولادة إلا الإشراف والانتظار وعمل اللازم أثناء اللازم وهو نادر، لأن الأمر هنا كله بيد الله سبحانه في تيسير أو تعسير الولادة، فالحاصل.. أنها تجلس أمام مريضتها تنتظر وتشاهدها وهي تتألم وتتأوه وتترجى المساعدة، في هذه الأثناء خصوصا في بعض المستشفيات التي تمنع دخول الأمهات والأزواج مع المريضة، تظل هي بين يدي الرحمن ثم بين يدي الطبيبة والممرضات، وقمة حظها التعس لو كانت بين يدي طبيبة لا تعرف الرحمة والشفقة عديمة الإحساس تستغرب من مريضتها الصراخ والألم بل وتطلب منها الإسراع بالولادة والصمت. هل للروتين وتوليد العشرات في اليوم علاقة بتبلد إحساسها وقسوة قلبها؟ أي أنثى هذه لا ترحم أنثى مثلها وقد مرت بنفس ما مرت به ؟ والعجب أن يكون الطبيب الرجل أرحم من الطبيبة الأنثى ولولا الحياء والخجل لما ولدت امرأة عند امرأة! أي طبيبة تلك التي تستغل ضعف مريضتها فتبدأ بممارسة سلطتها مستغلة عدم وجود رقيب أو حسيب؟ أي طبيبة تلك التي تحاسب مريضتها وهي تحت تأثير المهدئات والكمامات عن تلفظها ببعض العبارات غير المقصودة والصراخ والله سبحانه وتعالى قد لا يحاسبها؟!! فتبدأ بتوبيخها وتوجيه كلمات مهينة لها أو حتى (تطنيشها) مع العلم أن الحالة النفسية للمرأة الحامل سريعة التأثر خصوصا وقت الوضع . نداء إلى طبيبات النساء والولادة، رفقا ببني جنسك في لحظات الضعف وكن رحيمات، فهذه أمانة في أعانقكن، اتقين الله.. فالكلمة الطيبة صدقة وتطييب الخواطر أجر ورحمة. لينة عباس جدة