انتشرت فوضى طلب المساعدة المالية والعينية لدى بعض ضعاف النفوس من غير المحتاجين لها، خاصة في شهر رمضان الذي يكثر فيه البذل والعطاء، وقد يكون أئمة وخطباء المساجد وعمد الأحياء الأعرف بفقراء الحي والمحتاجين للمساعدة، ليكون دورا تكامليا بين الأئمة والعمد والجمعيات الخيرية لمساعدة المتحاجين الفعليين. دور الجمعيات الخيرية يشير أئمة وخطباء جوامع الفتيحي والعبيري والأبرار وعثمان بن عفان والأخوين إسماعيل آدم وفاضل غراب وعيسى البلادي وعبدالملك المالكي ومحمد بامنيف إلى حيوية دور أئمة المساجد في الربط بين أهل الخير وفقراء الحي.. موضحين أنها من المهام الرئيسة للأئمة في أن يكونوا همزة وصل بين الجانبين، بشرط أن تكون الدلالة على المحتاجين بسرية تامة، مطالبين الأئمة التحقق من حالة الفقراء والمحتاجين، حتى ولو تم تحويلهم إلى إحدى الجمعيات الخيرية لدراسة حالتهم.. مبينا أن الجمعيات له انتشارها أكثر من إمام المسجد، لذا فإنهم يرون زيادة التعاون بين الجهات الخيرية وأئمة المساجد في البحث عن الفقراء ومساعدتهم. وتعقيبا على ما قاله الأئمة والخطباء يؤكد عمدة حي العزيزية متعب الزهراني أهمية مشاركة عمد الأحياء في البحث عن الفقراء، خاصة أن لديهم بيانات عن كثير منهم، مشيرا إلى أن العمدة جزء من المنظومة لدلالة أهل الخير والعطاء إلى المحتاجين.. موضحا أن هناك تكاتفا بين أئمة المساجد وعمد الأحياء في ذلك. وفيما يرى الباحث الشرعي والمشرف التربوي عبدالله المغربي أن إمام المسجد الأكثر معرفة بأحوال فقراء حيه وخاصة ممن «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف»، فإن المشرف على موقع عودة ودعوة الإلكتروني الدكتور مهدي قاضي يطالب الأئمة البحث فقراء أحيائهم، ومن ثم إحالة الأسر المحتاجة إلى الجمعيات الخيرية؛ لأنها الأكثر تنظيما، والأدق تثبيتا من حاجة الفقراء للمساعدة. من جانبه يبين عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة محمد دعيوه أنه من اللازم تشجيع المحتاج للاعتماد على نفسه في السعي في طلب الرزق ليستغني عن دعم الناس خاصة الشباب منهم.. موضحا أنه من الممكن أن يقوم إمام المسجد بالدلالة على الفقراء والمحتاجين ولكن ليس على الإطلاق، لئلا يتحول الأمر إلى فوضى.. مشيرا إلى أن على كل مسجد تبني فقراء حيه بوضع آلية مع أهل الحي لمساعدتهم، وهو جزء من دوره، وفق الضوابط التنظيمية للوصول إلى المحتاج الفعلي.