تعرضت جامعة هارفارد، إحدى أبرز الجامعات الأمريكية، للهجوم على خلفية إعلان ظهر في صحيفتها الداخلية يشكك بحقيقة المحرقة أو «الهولوكوست». وتعرف جامعة هارفارد، التي صنفت في المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الأمريكية للعام الثاني على التوالي، بمعاييرها الصارمة في قبول المنح، وفي سمعتها وشهرتها المهيبة. غير أن الثلاثاء الماضي شهد ظرفا غير عادي، عندما نشرت صحيفة الجامعة «ذي هارفارد كريمزون»، ما قالت إنه خطأ، إعلانا يشكك بالهولوكوست، كانت الصحيفة قد رفضت نشره خلال فصل الصيف. وقال الناطق باسم صحيفة الجامعة، ماكسويل تشايلد، في رسالة موجهة للقراء، نشرتها الصحيفة الأربعاء قال فيها «نحن نرغب في التشديد على أننا لا نتبنى آراء تظهر في الإعلانات التي تنشرها الصحيفة، والإعلان الأخير لا يختلف عن غيره .. وسنعمل بكل جهد من أجل تجنب مثل هذه الهفوات في التواصل والاتصالات مستقبلا، وآمل أن يتقبل قراؤنا الخطأ الذي وقع الثلاثاء باعتباره فشلا منطقيا وليس فلسفيا». ويثير الإعلان، الذي دفع ثمنه برادلي سميث، الذي ينكر الهولوكوست، ولجنة الحوار المفتوح حول الهولوكوست، شكوكا جوهرية حول رواية الجنرال السابق إبان الحرب العالمية الثانية، دويت آيزنهاور ووجود أفران الغاز النازية. وقال سميث إنه غير متفاجئ جراء رد الفعل هذا، لأن التشكيك في الهولوكوست «من المحرمات.. وهو من المحرمات منذ البداية .. وعندما تنتهك ثقافة المحرمات الواسعة، التي تدعمها الدولة والجامعة والصحافة نظريا وعمليا، فإنك تثير ضجة». من جانبه، قال رئيس ومدير منظمة «هارفارد هيلل» وهي منظمة يهودية في الجامعة، بيرني ستاينبيرغ، الأربعاء إن الإعلان كان يشكل صدمة لمن يراه. من جهتها، قالت رئيسة المنظمة الطلابية اليهودية، ربيكا غيليت، في رسالة تم توزيعها داخليا، إنها كانت تعتقد أن الوضع عولج بشكل ملائم، لكنها أضافت: «إن حقيقة وجود منظمات وأفراد مثل أولئك الذين نشروا الإعلان في أيامنا هذه، أمر مخيف ومزعج، لكن لسوء الحظ يبدو أن إنكار الهولوكوست سيظل موجودا طوال سنوات مقبلة». أما مستشار الحقوق المدنية في جمعية مناهضة القذف في نيو إنغلاند، روبرت تريستان، فقال إن سميث ومنظمته نشروا إعلانات في حوالي 15 صحيفة جامعية في الولاياتالمتحدة خلال هذا العام حتى الآن. وعبر عن شعوره بالصدمة حول كيفية وقوع مثل هذه الإعلانات «سهواً».