يبدو أن عالم المخابرات والجاسوسية لايزال هو المسيطر على فضول الجميع، لمعرفة خفايا هذا العالم المثير في تفاصيله، لذا نجد العديد من المشاهدين يتابعون بشغف مسلسل (حرب الجواسيس) المأخوذ عن رواية حقيقية كتبها المؤلف صالح مرسي الذي يعد من رواد كتابة روايات الجاسوسية في العالم العربي، حيث سبق أن قدم عدة أجزاء من مسلسله الشهير (رأفت الهجان)، وبالعودة لمسلسل (حرب الجواسيس) فإنه مأخوذ عن عمل رواية مرسي التي حملت عنوان (سامية فهمي) في مطلع التسعينات الميلادية وظهرت في ثلاثة أجزاء من ملفات المخابرات المصرية، تناولت قصة هذه الصحافية التي تقدم خطيبها الخائن للعدالة. وقد استطاع المسلسل الذي أعد السيناريو والحوار له الكاتب بشير الديك واخرجه نادر جلال أن يستقطب شريحة من المشاهدين من خلال عنصر التشويق الذي تحمله القصة الأصلية لمن يعرفها من القراء ومن لا يعرفها، فالعمل يدور حول أربع شخصيات رئيسية محورية وهي (نبيل) شريف سلامة والذي قام بدور الخطيب الخائن، وفنان أثبت من خلال هذا العمل قدرة عالية على تقمص الدور، وسيضعه هذا العمل في نجومية كبيرة تنبثق من دراية ووعي بأهمية أداء الأدوار التي تعتمد على البعد النفسي، أما الشخصية الثانية، فهي (سامية فهمي) التي أدتها الفنانة منى شلبي بمنتهي الحرفية والتي لم تأت من فراغ من تراكم معرفي وأحساس بأهمية الدور ما سينعكس عليها في أدوارها ومشوارها القادم، أما الشخصية الثالثة الكبرى فهي للفنان السوري باسم ياخور الذي يقدم هذا العام شخصية ضابط المخابرات الإسرائيلي (أبو سليم)، وقد أفرزت هذا الشخصية حجم ما يتمتع به فنان بحجم ياخور من مساحات كبرى لأداء شخصيات متنوعة ومنه شخصية (أبو سليم) التي تتميز بالمكر والدهاء، أما الشخصية الأخرى المحورية في هذا المسلسل فهي للفنان المميز هشام سليم صاحب المشوار الحافل بالأعمال الناجحة، فقدم في هذا العمل دور ضابط المخابرات المصري الذي لا يكل ولا يمل من العمل والمتابعة ولايقل دهاء عن أبو سليم.