التصوير، هواية رائعة، مسلية، و غير مكلفة كثيرا، وهي بفضل تطور أدواتها، نجحت في الخديعة المبجلة، فاقتربت من منح الموهبة لكل أحد تقريبا، بمعنى أدق: صار التصوير، مثل الكتابة، يقدر عليه كل شخص، وأي أحد، فلم يعد بحاجة ، إلى نبوغ خاص، وفرادة في الموهبة، إلا في مراحله المتقدمة، ومن البعيد تتقدم واحدة من أهم مفاجآت العالم: القدرة على تصوير مشهد، سبق حدوثه، في لحظة سابقة، فعن طريق قياسات درجة حرارة المكان، صار يمكن تصوير ما سبق حدوثه في هذا المكان، قبل ساعة، أو يوم، و إذا ما تقدم الإنسان خطوات أخرى واسعة، في هذا المجال، فإن النتائج سوف تكون مذهلة، دون أدنى شك، لكني أتوقف عن الحلم، و أتحدث عن واقع يقدم التصوير، كهواية مسلية، خفيفة على القلب، وبإمكانها معالجة أمراض كثيرة، نفسية، وجسدية، واجتماعية، وأخلاقية أيضا، فأنت وما أن تجرب، ممارسة هذه الهواية، حتى تكتشف أنك بحاجة للمشي كثيرا، وهو أمر مفيد كثيرا، بالنسبة لمجتمع، يعاني عدد كبير من أفراده، من أمراض سببها الرئيسي، قلة المشي، وعلاجها الوحيد المشي ، ساعة أو أكثر يوميا، على الأقل، نعم، يمكنك هزيمة مرض السكر مثلا، بكاميرا صغيرة، وشيئا فشيئا، ستكتشف، أو تعيد اكتشاف علاقتك بالأماكن، والأزمنة، والكائنات، والأشياء ، وربما حين تستيقظ، صباحا، فتجد قطة سوداء، نائمة، فوق سيارتك البيضاء، سوف تكون أقل تشاؤما، وأكثر فرحا، وكل ما يصبح شاغلا بالك، لحظتها، اختطاف كاميرتك الصغيرة، لتصوير المنظر، وقراءة الأبيض والأسود، بلغة أخرى، أكثر حيوية، وتفهما، للاختلاف، ولجماليات التضاد .. يقول الشاعر : الوجه مثل الصبح مبيض والشعر مثل الليل مسود ضدان لما استجمعا حسنا والضد يظهِر حسنه الضد