أيدت الباحثة في المجال الأمني والتربوي بينة فهد الملحم رأي الدكتور خالد الدريس في ضرورة إنشاء مركز أسري فكري قائلة: لاشك أن جملة التحولات الفكرية التي شهدها المجتمع السعودي خلال العقدين الماضيين و التي أثرت على نمطية البناء الاجتماعي وسيادة أفكار مختلفة عن التقليدية وخصوصا مع صعود نبرة الجهاد كفكرة تم تداولها على مستوى العالم بشكل واسع، أدت إلى تحولات اجتماعية كبيرة لحقت آثارها بالأنساق الاجتماعية ومن أهمها النسق الأسري الذي تعرض لبعض التغيرات في شكل الأسرة حجما وتكوينا وفي شكل علاقاتها الاجتماعية وتبدل الأدوار والوظائف فيها، لقد تعرضت الأسرة في تركيبتها إلى الكثير من الاضطرابات المرتبطة بالتحولات العالمية من حولها، وتعرض أبنائها إلى نفس الاضطرابات، حيث شكل الفكر السائد محطة مهمة يتوقف لديها الجميع، فأزمة الإرهاب مثلا تحدث اضطرابات وهزات في العلاقات الاجتماعية والقيم الأسرية وبذلك تنعكس الأحداث الخارجية على المؤسسة الأسرية فتجد نفسها حائرة تائهة في مواجهة هذه الأزمة، وأضافت: إن أهمية حاجتنا لبحوث ودراسات علمية جادة ورصينة ترصد التحولات الفكرية في المجتمع وتأثيرها في موضوع العلاقات الاجتماعية وفهم علاقة الأسرة في المجتمع بالثقافة من خلال أبنائها خاصة على أسر المنتحرين والموقوفين والمطلوبين تشملها من جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والثقافية، ذلك أن التطرف والإرهاب كأزمة آنية يؤثران في العلاقات البيئية الأساسية بين أفراد الأسرة الواحدة وبالتالي على المجتمع ككل .إن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا ومن خلال تجربتي البحثية في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري وتلقي كثير من الأسئلة والاستفهامات الحائرة من كثير من النساء من الأمهات والزوجات على وجه الخصوص : هل الأسرة السعودية التقليدية في تربية أبنائها قادرة على مواجهة جملة هذه المتغيرات والأزمات والتعامل معها؟، أو بمعنى آخر هل الأسرة التقليدية يمكنها أن تؤدي دورها التربوي الفعال دون استراتيجيات تربوية عملية تواكب متطلبات هذه المتغيرات؟ .. أعتقد أنه يجب علينا الآن تجاوز تحميل الأسرة نتائج تقليديتها التي جعلتها عرضة للكثير من التأثيرات حيث تقل الحصانة من الحاضر مع أغلبية النماذج التقليدية التي تسيطر على التربية الأسرية في مجتمعنا إلى الضرورة القصوى والحاجة الملحة لإنشاء مركز أسري يعنى بشؤونها الفكرية معني بشؤون الأسرة الفكرية إعدادا وتأهيلا وتوجيها وإرشادا وتقويما لمواجهة ومواكبة تلك التغيرات تقوم استراتيجيته العملية بناء على دراسات علمية رصينة ترصد تلك التحولات الفكرية وتحلل العلاقة الدقيقة للأسرة في المجتمع بالثقافة من خلال أبنائها الذين يشكلون الركيزة الأساسية في رسم هذه العلاقة.