قررت الصومالية هدى علي اللجوء إلى المهربين لتهريبها إلى اليمن، فرارا من ويلات الحرب المشتعلة في بلدها. رحلة الهرب بدأت في 2006 على متن قارب متجه إلى الأردن، حيث قضت أكثر من عامين ونصف العام، قبل أن تلجأ للمهربين لتوصيلها إلى اليمن. ولكن عند وصولها إلى اليمن لم تحصل سوى على حق الحماية دون حق المساعدة، بسبب عدم تمكنها من التسجيل كلاجئة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفقا لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين). وتعيش هدى حاليا مع ابنتيها بلا مأوى على بعد أمتار من مكتب المفوضية في صنعاء، وتحكي قصتها قائلة «لا أحد يمد لنا يد المساعدة، ليس لدي وطفلتي أي دخل، فأنا مرغمة على التسول من المارة للحصول على المال كي أتمكن من إطعام طفلتي ونفسي». وتضيف: «أعيش في هذا المكان منذ ثلاثة أشهر دون أي إمكانية للاغتسال أو الحصول على مياه للشرب.. لا أحد يأبه لمعاناتي». وتروي بداية قصتها في عمان بالقول: «عندما كنت في عمان وقعت من سيارة متحركة، واضطررت لقضاء خمسة أشهر في أحد المستشفيات الحكومية هناك، حيث كنت أحصل على الرعاية والأدوية مجانا». وتتابع: «لكن عندما سمعت عن المعاملة الإنسانية التي توفرها منظمات الإغاثة الدولية والمحلية للاجئين الصوماليين في اليمن، قررت السفر إلى هناك. لا تسمح الإعاقة لهدى علي بالتحرك دون استعمال العكازين، كما أنها لا زالت تحتاج إلى الأدوية لتخفيف آلامها وفقا للتقارير الطبية. وتقول هدى: «لقد أجبرتنا الحرب على مغادرة بيوتنا، وترك محاصيلنا قبل حصادها، وفقدان قطعان ماشيتنا التي كنا نعتمد عليها لكسب قوتنا. لا أستطيع أن أتصور كيف تبدو مزارعنا الآن. كان من الأفضل لي لو مكثت في الصومال، حتى وإن كان ذلك وسط نيران الحرب التي حرمتني من زوجي». وأضافت «أنا نادمة على قرار الهروب إلى اليمن.. حلمي في الحياة الآن هو الحصول على المأوى لي ولابنتي وما يكفينا من طعام وماء نظيف.. ولكنني لا أعلم إن كنت سأتمكن من تحقيق هذا الحلم قبل أن أموت». يذكر أن نحو ثلاثة آلاف لاجئ صومالي وصلوا إلى البلاد خلال أغسطس (آب) الماضي، نتيجة للأوضاع الأمنية المتدهورة في الصومال، وفقا لمصادر رسمية يمنية.