تحولت الأنظار من السراي الحكومي والنائب رفيق الحريري المكلف بتشكيل الحكومة إلى قصر بعبدا ونطق الرئيس ميشيل سليمان حول التشكيلة التي قدمها الحريري البارحة الأولى. وجاء رفض قوى 8 آذار للتشكيلة الحكومية سريعا عبر وفد ضم كلا من الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، حسن خليل والنائب علي حسن خليل، زاروا الرئيس سليمان من أجل ذلك. من جهته، قال الوزير باسيل بعد اللقاء: «أبلغنا الرئيس سليمان رفضنا لما حصل شكلا ومضمونا، ونرفض المشاركة في حكومة فرضت تركيبتها فرضا على المعارضة من قبل الرئيس المكلف». فيما أكدت قوى الأكثرية على أهمية التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري، واصفة إياها بالدستورية والتي تأتي ضمن صلاحياته. أما رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة أكد أن ما قام به الرئيس المكلف سعد الحريري أتى ضمن صلاحياته الكاملة. ورد على التهديدات بنشوب حرب أهلية فقال: «إن كل هذه الأمور هي عواصف يحاول إثارتها بعض المتضررين من الاستقرار في لبنان». فيما انتقد رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي المشككين بدستورية ما قام به الرئيس المكلف، وقال في تصريح له «تابعنا ردود الفعل التي صدرت بعد تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيلته الحكومية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، واستوقفنا اعتبار البعض أن المبادرة التي قام بها الرئيس المكلف تشكل خروجا عن المبادئ الديموقراطية والأصول الدستورية والأعراف المتبعة في تأليف الحكومات». وأضاف: «إننا، إذ نعتبر أن من حق كل طرف سياسي أن يبدي رأيه في القضايا المطروحة ومنها تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أننا نرى أنه من غير الجائز ولا المقبول أن يشمل الخلاف السياسي أحكام الدستور وروحه، وأن يتم الخلط بين الموقف السياسي والدستور، بحيث يتم التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وتفسيرها على نحو يخدم توجه هذا الفريق أو ذاك».