لم يكف الإنسان ما يفعله بأخيه الإنسان من قتل وترويع وتدمير، لم يكفه كل ذلك حتى أخذ أقوام يمارسون رياضات وألعابا همجية يتسلون من خلالها على آلام وعذابات حيوانات عجماء ثم لا يجدون من يستنكر أعمالهم الوحشية ضد الحيوانات البائسة، بل ربما وجدوا من يدعمهم إعلاميا وفكريا وينقل همجيتهم عبر وسائل الإعلام عامة، وقد أخذ جمع من المشاهدين يصفقون بحماس لما يرونه من فظائع ترتكب ضد حيوان مسكين!. ومن ذلك ما يفعله بعض التايلنديين في قراهم من اختيار لبعض الديكة وجعلها تتصارع وسط صيحات الجمهور، فهذا الفريق يصفق للديك الأحمر والثاني للديك الأبيض أو الأسود ويظل الديكان يتصارعان حتى يخمد أحدهما أنفاس الآخر فتعلو ابتسامة زهو وظفر على وجه صاحب الديك المنتصر في معركة الموت بينما يعلو الحزن وجه صاحب الديك النافق، وهكذا تتكرر المأساة نفسها في كل أسبوع وفي أكثر من موقع والجمهور المتفرج مسرور بما يحصل أمامه من عذابات وآلام لا تطاق!. والصور نفسها تتكرر في أفغانستان وبصورة أشد وأنكى لأن المعركة هناك توقد بين كلبين شرسين يظلان في صراع دائم حتى يصرع أحدهما الآخر وسط تصفيق حاد من شهود تلك المأساة المروعة!. وفي الصين يحول عدد من القرويين الجياد من حيوانات جميلة أليفة إلى حيوانات بغيضة يظل الواحد منها يعض الآخر ويركله حتى يقضي عليه وسط تصفيق حاد للحصان الفائز!. أما في أسبانيا فإن حلبات مصارعة الثيران تشهد همجية إنسانية ضد ثور بائس، حيث يظل المصارع يطعن بالسيوف والحراب الثور الضحية حتى يخر صريعا وقد غطته الدماء!. لقد زرت أسبانيا عدة مرات بحكم عملي الرسمي وعرض علي حضور حفلة لمصارعة الثيران تزامن مع إحدى زياراتي موسمها الدموي فلم أقبل العرض لأنني لا أطيق مشاهدة مصارعة الثيران وهي مسجلة في التلفاز فكيف سأطيقها وهي تجري أمامي، ولما قيل لي على سبيل السخرية: إن قلبك رقيق جدا، أجبت قائلا: ذلك خير من الغلظة والحجارة؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة