أخذت أم نورة تسرد ذكريات ماضي حياتها الممزوجة بألحان الفرح وآهات الحزن، إلا أنها تبقى من بين ال19 نزيلة في دار رعاية المسنين في المنطقة الشرقية من تملك ذاكرة قوية رغم عمرها الذي تجاوز ال75 عاما، وهي كذلك من بين 3 نزيلات قادرات على صوم رمضان. وتقول أم نورة: إن رمضان زمان كان أجمل وأحلى مما هو عليه حاليا، لمّة الأهل والجيران وعمل الأكلات الرمضانية من جريش وهريس ولقيمات كان لها المردود الطيب في قلوب الناس، وتضيف «كنا نجتمع كل يوم في بيت الأهل أو الجيران للفطور وقلوبنا على بعضنا، أما الآن فتغير كل هذا ولم يعد يعرف من هذا الشهر الكريم غير اسمه». وتتابع: الناس انشغلت بالحياة، حتى أصبح الأخ لا يزور أخاه، خصوصا بعد ظهور الاتصالات في حياة الناس فأصبح الشخص يكتفي باتصال هاتفي على أهله للمباركة بشهر رمضان، وعرجت أم نورة في حديثها عن طفولتها وزواجها المبكر وهي بعمر ال12 سنة وكيف تزوجت مرتين، وإنجابها من زوجها الأول طفلتين أخذهما القدر وهما صغيرات. من جانب آخر، يسود الصمت المطبق حركات العاملات بالدار اللاتي يهتممن بأمور النزيلات من أكل وشرب ودواء، فالنزيلات ال 19 في الأصل مقعدات ولا يستطعن الحركة، لكن تسبقهن ابتسامتهن التي يستقبلن بها الزوار رغم عجز بعضهن عن الكلام. وقالت رئيسة القسم النسائي في دار رعاية المسنين لولوه سليمان الزقدي، إن ما تتلقاه النزيلات من رعاية في الدار أفضل من الخارج. وتضيف: مكوثهن بالدار يوفر لهن الرعاية والعناية التمريضية وأن الزيارة مفتوحة لكل زائر يريد أن يزور النزيلات. وأضافت الزقدي، سينظم خلال الأيام المقبلة بالتعاون مع نادي الدمام التطوعي إفطار جماعي يشمل الأكلات الرمضانية الشعبية، أما قبل نهاية رمضان فيأتي بعض أهل النزيلات لاصطحاب أمهاتهن لقضاء أيام العيد. إلى جانب، ذلك يتم التعاون مع مدارس الظهران لتخصيص يوم تحدده الدار لقضاء وقت خارج الدار، مشيرة إلى تخصيص مكافأة شهرية بمقدار 60 ريالا تودعها وزارة الشئوون الاجتماعية في حساب النزيلات.