• عمري 23 عاما، وأدرس في السنة الثالثة من الجامعة، طبعي هادئة ومتزنة، وأحيانا مستهترة، ولكني محافظة على صلاتي وقراءتي للقرآن يوميا، كنت في الماضي أحب الحياة والناس وكانوا يلقبونني بصاحبة القلب البارد إلى أن دخلت الجامعة وأصبحت أحس أني غريبة أتأثر كثيرا لأتفه الأسباب مزاجي يرتفع أحيانا لدرجة أنني أقوم بعمل أشياء متهورة وبعد ساعات أندم على ما فعلته ندما شديدا لدرجة أنني أحزن وأضرب رأسي في الحائط عدة مرات، أصبحت شرسة أتضايق لأتفه الأمور حتى فقدت كل من حولي، أحيانا أمرح دون سبب وأحس أن مزاجي عال وفجأة ينقلب وأفتعل المشاكل في البيت وأتلفظ على والدي بألفاظ بذيئة، حتى صديقاتي اللواتي لا ذنب لهن افتعل معهن المشاكل وبعد عدة ساعات أندم وأطلب الاعتذار وقد كثرت أخطائي حتى أنني أشعر أنني لا أطاق وحاولت الانتحار مرتين لأنني أتمنى الموت أكثر من الحياة. ابنتكم أشواق الأعراض التي تصفينها تدفعني لنصحك بمراجعة طبيب نفسي فورا، فليس من الحكمة أن تتركي نفسك مدة أطول، ذلك أن هناك تقلبا واضحا في مزاجك، وهو يظهر في نصفين الأول يتصف بالمرح والمزاج العالي، والثاني في الاكتئاب الذي يصل إلى حد الرغبة في الانتحار، ترك الأمر فترة أخرى ليس في مصلحتك، وعليك أن تكوني على علم بأن النفوس تمرض كما تمرض الأجساد، ولكن الغريب عند الكثير من الناس قناعتهم بضرورة مراجعة الطبيب حين تعتل الأجساد، مع الخوف والتردد حين تمرض وتضطرب النفوس، وهذا الخوف ليس جديدا في ثقافتنا ولا في ثقافات كثيرة ونسبة المقتنعين بضرورة مراجعة الطبيب النفسي في ازدياد، وحذار من السير وراء بعض ما يقوله الناس من أن الأدوية النفسية ضارة أو يمكن الإدمان عليها، لأن كثيرا من هذه الأقاويل لم تعد صحيحة، كما أن إهمال هذه الأعراض قد لا يعني بحال من الأحوال أنك ستتعافين منها دون علاج، راجعي أقرب طبيب نفسي لك وستشعرين بتحسن بإذن الله بعد تعاطيك للعلاج بشقيه الدوائي والنفسي.