رغم تطور التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بتقنية المعلومات والنهضة الرقمية الحديثة التي عمت وشملت كافة مناحي الحياة، إلا أن عددا غير قليل من القطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية ما زالت تتعامل مع تلك التقنيات الإلكترونية أما بحذر أو ببطء شديد لم يعد مقبولا في عصر السرعة. ففي المجال الصحي على سبيل المثال نرى غياب تقنية الحاسوب على الرغم من ضرورتها، فلا يزال التعامل مع الملفات الصحية والسجلات الخاصة بالمواطنين تدار وتحفظ بالطريقة التقليدية حتى الآن، فمتى نرى الطبيب قادرا على التعرف على سجل المريض الصحي بكبسة زر يحدد من خلالها ليست حالة المريض فحسب جرعة الدواء التي صرفت له قبل سنين. وقس على ذلك في مختلف المجالات المتعلقة بالأرشفة في الإدارات الحكومية التي تتعامل مع بيانات ضخمة تحتاج لإعادة أرشفتها إلكترونيا حتى يمكن العودة إليها في أي وقت، والنجاح الذي حققته وزارة الداخلية في هذا الجانب يمكن اعتباره نموذجا حيا لأهمية تدوين المعلومات وأرشفتها إلكترونيا. فيما يتعلق بالتعليم القطاع الأكبر والأهم ينقصه التعزيز المتقن في الارتباط والمحاكاة ووسيلة وآلية إيصال المعلومة والشرح الواضح، وقد يسهل من ذلك ويدعمه تسخير التكنولوجيا للخدمة التعليمية من خلال ربط المدارس مستقبلا بشبكة تقنية على طريقة تصميم تكنولوجيا مستشفى الملك فيصل التخصصي ووسائل المواصلات البنكية بما يكسر روتين الأداء والملل الواضح في تقديم وعرض المواد كونها علوما مادية وفلسفية صرفة وتكييفها، بحيث تنبض بالحياة العلمية والحراك الفكري والواعي. هذا الجمود تتم إزالته بالزيارات المتكررة للعباقرة المتخصصين في هذا المجال وأعضاء التعليم العالي واحتكاكهم مع الطلاب. نحن بحاجة إلى المزيد من الأفكار وبلورتها حتى نواصل اللحاق بركب الأمم المتقدمة. محمد ناصر جفن نجران