استأثرت الأزمة السياسية الداخلية على فحوى جل برقيات التهنئة بحلول شهر رمضان، التي وجهها أعضاء مجلس النواب اللبناني، خلال اليومين الماضيين، وسط التجاذبات الفئوية التي يواجهها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لبلورة مساعيه لتوليفة حكومته. وبقى القاسم الأعظم لهذه الرسائل، ينحصر في دعوة الفرقاء السياسيين أن يمثل شهر رمضان فرصة لتهدئة الخواطر والنفوس، ومراجعة الذات. كما دعت إلى العمل على دعم جهود الحريري لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين. وساقت وكالة الأنباء اللبنانية «وطنية»، عن عضو كتلة المستقبل وتكتل لبنان أولا، النائب زياد القادري، قوله إن «المسؤولية الوطنية باتت تفرض على جميع الفرقاء السياسيين تعبيد الطريق أمام قيام حكومة ائتلاف وطني، عبر الارتقاء إلى مستوى التحدي، والترفع عن المطالب والشروط الشخصية». وفيما دعا القادري إلى ترشيد الخطاب السياسي، بعيدا عن لغة التشفي، بما يمهد الطريق أمام إنتاج حوار جدي، يؤدي إلى إنضاج الاتفاق على توزيع الحقائب والأسماء، ويخرج التشكيلة الحكومية من فلك المراوحة والتعطيل، شدد، في الوقت ذاته، على أن الرئيس المكلف سعد الحريري لن يتراجع، وهو متمسك بصلاحياته الدستورية في التأليف، ومصر على المضي قدما في سياسة اليد الممدودة، والأجدر بالفريق الآخر أن يلاقي الرئيس المكلف في منتصف الطريق، من أجل تأليف حكومة منسجمة قادرة على الإنجاز والعمل ومواجهة التحديات. وأقر القادري أن الرئيس الحريري لا يؤلف حكومة لنفسه، بل لكل لبنان، ما يترتب على جميع الفرقاء مسؤولية التعاون مع الرئيس المكلف لتسهيل قيام حكومة ائتلاف وطني، بدل التشاطر والإصرار على شروط من شأنها عرقلة ميلاد الحكومة. من جانبه، قدم عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، التهنئة للمسلمين في لبنان والعالم بحلول شهر رمضان المبارك، وتمنى أن تبصر الحكومة النور في أسرع وقت، لتعالج المشاكل الاقتصادية، وارتفاع الأسعار بشكل لا يستطيع المواطن تحمله. واسترسل: «العراقيل التي توضع في وجه الرئيس المكلف، توحي بأن الأزمة مستمرة ولا نية عند بعض القوى بشكل مباشر أو بالواسطة لإنجاز مسألة التأليف، وهناك توزيع أدوار للعرقلة، وإن كان الواجهة رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، الذي يضع اشتراطات تعجيزية وغير منطقية، إنما هدفها تأخير تشكيل الحكومة، لأن لا نية عند الرئيس المكلف ولا عند الأكثرية النيابية لتلبية هذه الاشتراطات». وحث هادي حبيش، عضو كتلة «لبنان أولا»، العماد ميشال عون والمعارضة إلى «تلقف بيان الرئيس المكلف سعد الحريري الذي أصدره بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، والذي تميز بالانفتاح والإيجابية، والذي دعا فيه الفرقاء جميعا إلى التحلي بالهدوء والصبر، والبعد عن الخطاب السياسي المتشنج، والعودة إلى الهدوء والعمل على تشكيل الحكومة». وخلص حبيش إلى أن المراهنة على اعتذار الرئيس المكلف أو تراجعه عن تشكيل الحكومة، هو أمر غير وارد إطلاقا، لأن الرئيس المكلف كلف بناء على إجماع نيابي، وهو الآتي بعد انتخابات نيابية، فاز فيها بأكثرية نيابية، فضلا عن ثقة شعبية عارمة بشخصه وخطه السياسي.