اطلعت على مقال الدكتور سلمان بن فهد العودة المنشور في «عكاظ» في العدد رقم (15687) الصادر يوم السبت الموافق 17/8/1430ه بعنوان «الإحساس بالجمال»، حيث أشار الشيخ إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمد الله أن أسامة بن زيد رضي الله عنه لم يكن أنثى، واستدل بحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ( لو كان أسامة جارية لحليتها ولكسوتها حتى أنفقها)، ونسأل هنا: أين اللفظ الذي يشير في الحديث إلى أن الرسول الكريم كان يحمد الله؟ فإن كان هذا فهما فهمه العودة، فلا يجوز إضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأن في هذا إشعار بأن هذا من فعله وقوله عليه الصلاة والسلام، وقال العودة: «وقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بأشج عبد القيس وخصاله وأخلاقه، كما في صحيح مسلم..، وقال عن جعيل بن سراقة مقارنا له بأحد العظماء شكلا ومظهرا : هذا خير من ملء الأرض مثل هذا». ولا نعرف كيف استدل الشيخ العودة من الحديث على أن المقارنة كانت في الشكل والمظهر، مع أنها لم تكن كذلك، فالمقارنة كانت في الدين، فإن جعيلا من المهاجرين، وإليكم نص الحديث: «مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تقولون في هذا ؟ قالوا: حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع قال: ثم سكت. فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا». أخرجه البخاري في كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين. قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر الحديث: وفي رواية أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر فيما أخرجه محمد بن هارون الروياني في مسنده وابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ومحمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين نزلوا مصر، ما يؤخذ منه تسمية المار الثاني ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له [ أي أبي ذر ] كيف ترى جعيلا؟ قلت: مسكينا كشكلة من الناس. قال: فكيف ترى فلانا؟ قلت: سيدا من السادات. قال: فجيعل خير من ملء الأرض مثل هذا. قال: فقلت يا رسول الله، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع. قال: إنه رأس قومه فأتلفهم. أ.ه. فتح الباري 13/57. وما ذكر يؤكد أن المقارنة لم تكن في الشكل والمظهر كما أورد سلمان العوده في مقاله. عبد الله بن عبد الرحمن العامري