أحرز العداء الجامايكي أوساين بولت ذهبية سباق 200 م ضمن النسخة الثانية عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى، التي تحتضنها العاصمة الألمانية حتى الأحد المقبل، مسجلا رقما قياسيا عالميا جديدا قدره 19,19 ثانية. وكان الرقم السابق بحوزة بولت نفسه وهو 30,19 ثانية وسجله في دورة الألعاب الأولمبية في بكين العام الماضي. وهو الرقم القياسي العالمي الثاني لبولت في البطولة الحالية بعد الأول الخرافي في سباق 100 م الأحد الماضي عندما سجل 58,19 ثانية. وعادت الفضية إلى البنمي الونسو أدوارد بزمن 81,19 ثانية، والبرونزية إلى الأمريكي والاس سبيرمون بزمن 85,19 ثانية. ولم يجد بولت أية صعوبة في إحراز المركز الأول في غياب المنافسة من باقي العداءين فكان منافسه الوحيد هو الزمن ونجح في تحديه بتحقيقه رقما قياسيا جديدا سيبقى صامدا بدوره مدة طويلة إن لم يحطمه هو بنفسه. وكان فوز بولت متوقعا بسبب سيطرته الكبيرة على سباقات السرعة منذ العام الماضي، فتركز الاهتمام على التوقيت الذي سيحققه. وعوض بولت بالتالي حلوله ثانيا في بطولة العالم الأخيرة في أوساكا عندما حل خلف الأمريكي تايسون غاي الذي انسحب من منافسات سباق 200 م بسبب الإصابة في عضلات الحالب تعرض لها في الدور النهائي لسباق 100م. وهو اللقب الثاني الذي يجرد منه غاي بعد الأول في سباق 100م، ويبقى لقب ثالث في التتابع أربع مرات 100م عرضة للتجريد وهو يمني النفس بتعافيه من الإصابة حتى يدافع عنه مع منتخب بلاده. وكان بولت يعير اهتماما كبيرا للألقاب العالمية قبل انطلاق بطولة العالم، مؤكدا أن تحطيم الأرقام القياسية العالمية لن يكون في برلين، بيد أنه بعد إنجازه في 100م وانسحاب غاي من سباق 200 م، سعى إلى تحسين رقمه القياسي العالمي في السباق الأخير. وبات بولت الذي سيحتفل غدا بعيد ميلاده الثالث والعشرين، في طريقه إلى تكرار ثلاثيته التاريخية بأرقامها القياسية في دورة بكين الأولمبية (100م و200 م والتتابع أربع مرات 10 م) حيث سيخوض السباق الأخير بعد اليوم السبت. وفي حال نجح على الملعب الأولمبي في برلين سيعيد إلى أذهان العالم بأسره والألماني على وجه الخصوص إنجاز الأمريكي جيسي اوينز الذي أحرز ثلاث ذهبيات على الملعب ذاته قبل 73 سنة وتحديدا في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936. وللمفارقة فإن تفوق بولت في بطولة العالم الحالية يأتي على الرغم من أن استعداداته للموسم الجديد لم تكن جيدة، وتأخرت بسبب الحادثة التي تعرض لها في جامايكا وأبعدته عن المضمار فترة طويلة نسبيا. وأكد بولت أنه لم يكن يفكر في تحطيم الرقم القياسي العالمي، وقال «تحطيم الرقم القياسي العالمي لم يكن في بالي، لكني لا أعرف أين سأتوقف، أحاول فقط الركض بأقصى سرعة ممكنة على الرغم من أنني كنت متعبا شيئا ما هذا المساء». وأضاف «ما أقوم به هو الاستمتاع بالركض في ملعب مثل الملعب الأولمبي في برلين حيث كان الجمهور كله مساندا لي، إنها لحظة رائعة جدا بالنسبة لي». وتابع «قلت مطلع الموسم الحالي إنني سأسعى إلى تحسين انطلاقتي وهذا ما قمت به فقط، وهذا كان مفتاح ما حققته في هذا الدور النهائي، كانت انطلاقتي جيدة»، مضيفا «في البطولة الحالية أردت أن أبرهن للعالم بأسره أن أرقامي القياسية في أولمبياد بكين لم تكن مزحة، لقد أكدت للعالم أن أي شيء يمكن تحقيقه بفضل التمارين الشاقة والعمل الجيد». وأوضح «أنا مستعد لرقم قياسي عالمي ثالث في التتابع أربع مرات 100م لكني لا أعرف ظروف زملائي في المنتخب.أنا أقوم بكل هذه الإنجازات من أجل بلدي، الناس هناك فخورون بي وبإنجازاتي، تحقيق هذه الإنجازات لجامايكا شرف كبير بالنسبة لي». مضيفا «أخطط للاحتفاظ بألقابي في بطولة العالم ودورة الألعاب الأولمبية المقبلتين. إذا أرادت الملكة اليزابيث تشريفي فإني أرغب في الحصول على لقب السير أوساين بولت».