لو جاء ابنك ليخبرك بأنه اختار تخصص الأحياء الدقيقة فإنك ستشعر بالفخر وتربت على كتفه قائلا: (برافو.. طول عمرك دقيق مثل أبوك!)، ولو جاءت ابنتك لتخبرك بأنها اختارت تخصص الكيمياء الحيوية فإنك ستقول لها بزهو: (أصلا الحيوية هذي وراثة في العايلة!). لا شك أنك سوف تتنفس الصعداء كما لم تتنفسها من قبل لأن الابن لم يتهور ويدرس اللغة العربية والبنت لم تغامر وتدرس علوم المكتبات، فخريجو هذه التخصصات الشائعة موعودون بالبطالة إلى ما شاء الله بعكس خريجي الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية، ولكن على رسلك يا أخا العرب، فقبل أن تحتفل باختيار المحروس والمحروسة لهذين التخصصين ننصحك بالاستماع لأحاديث حسام وسلمى!. حسام شاب من مكةالمكرمة يحمل بكالوريوس أحياء دقيقة من جامعة أم القرى ولأن تخصصه يتعلق بالمختبرات الطبية ومختبرات الجودة فقد تدرب أثناء الدراسة في المستشفيات الحكومية لمدة أربعة أشهر كما تدرب في المصانع لمدة شهرين، بعد التخرج ذهب حسام وبقية زملائه إلى وزارة الصحة وهم يتوقعون أن تستقبلهم بالأحضان ولكنها اشترطت حصولهم على تراخيص من هيئة التخصصات الصحية لقبولهم، فشدوا الرحال إلى هيئة التخصصات الصحية التي اشترطت أن يتدربوا فيها لمدة سنة دون مكافأة ثم يخضعون بعد ذلك لاختبار الإجازة (يا تنجحوا..ياما تنجحوا)!، شد حسام ورفاقه الرحال إلى وزارة التربية والتعليم فاكتشفوا أن أسئلة اختبار القياس تركز على الأحياء التطبيقية. أما سلمى فهي من جدة وتحمل بكالوريوس كيمياء حيوية، وبرغم أنها لم تجد وظيفة حتى الآن إلا أنها تتقبل الأمر بروح رياضية (حالي حال غيري)، ولكن ما يشعرها بالأسى أنها تدربت في مستشفى خاص واكتشفت أن من يدربها في مختبر المستشفى دخل البلاد بتأشيرة (عامل محطة وقود) ووصلت به (الحيوية) إلى أن يصبح خبيرا في الكيمياء الحيوية!، وهي تؤكد أن العديد من الآسيويين الذين يعملون في مختبرات المستشفيات ويدربون الخريجين كانوا يمتهنون مهنا ليس لها أدنى علاقة بالمختبرات مثل خياطة الملابس وقد وجدت أن سبب بقائهم يكمن في قبولهم رواتب لا تتجاوز حاجز الألف ريال!. يقول حسام: (كل يوم نسمع تزوير شهادات في المهن الطبية واحنا اللي شهايدنا معتمده يقولوا لنا إنتو وانتو، والله حرام)، أما سلمى فتقول: (أصلا وزارة الصحة حذفتنا من القطاع الصحي، ووزارة التربية والتعليم حذفتنا من القطاع التربوي، والظاهر حتى انت بتحذفنا من البريد الوارد)!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة