للأسف نعيش في عصر تحول كل شيء فيه «لبزنس تجارة» حتى الحروب صارت تجارة مربحة تدر دخلا يفوق ما تدره أية صناعة على الأرض، ليس فقط لجهة صناعة السلاح ونهب الثروات، ففي أعقاب أحداث11/سبتمبر وما أسماه بوش «بالحرب الصليبية والحرب على الإرهاب» 16/ سبتمبر/ 2001 والغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان ازدهرت شركات المرتزقة الأمريكية، كشركة «بلاك واتر الماء الأسود» لمالكها المسيحي المتطرف «إيريك برينس» الذي ظهر اسم شركته للعلن -2004- في أعقاب مقتل أربعة من مرتزقتها في الفلوجة فانتقمت «بلاك واتر» من الفلوجة بهدمها على رؤوس أهلها واستعمال الأسلحة المحرمة لقتل أكبر عدد من المدنيين وحملتها لجنة للكونجرس المسؤولية عن «حرب الفلوجة»، وتورطت في العديد من جرائم القتل الجماعي ضد العراقيين وبحصانة كاملة من المحاسبة بسبب قرار الحصانة الذي أعطاه بريمر للشركة «القرار17-» والنتيجة أن «بلاك واتر» ربحت من دماء العراقيين مليار دولار في عقودها مع الحكومة الأمريكية، وتمتلك «بلاك واتر» جهاز مخابرات خاصا يوظف عملاء سابقين للمخابرات الأمريكية ولديها أسطولها الجوي الخاص الذي قامت عبره بما سمي ببرنامج الاعتقال السري إبان عهد بوش الذي كان يتم فيه اختطاف مسلمين وشحنهم بطريق غير قانونية لمعتقلات سرية حيث عذب بعضهم حتى الموت بدون تهمة، وأثبتت تحقيقات الكونجرس أن مرتزقة الشركة عذبوا معتقلين على طائراتها وشاركوا في فظائع أبوغريب، وفي القضية المرفوعة ضد الشركة لدى المحكمة الفدرالية في فرجينيا والتي أدلى فيها عضوان سابقان من الإدارة العليا للشركة بشهادات خطيرة ليس أقلها أن الشركة هربت وباعت السلاح والمتفجرات للجماعات الإرهابية في العراق ليس للمقاومة العراقية فالمزيد من الاضطرابات يعني المزيد من «البزنس» للشركة وتمديد عقود عملها، وهذا ما حصل، فرغم جرائمها جددت إدارة أوباما عقود عملها، وكشفت شهاداتهم أن الشركة متورطة في غسيل الأموال والدعارة ودعارة الأطفال العراقيين مقابل دولار واحد، وقتلت أمريكيين أرادوا الشهادة ضد الشركة، وسرقت طائرات عراقية مقاتلة وباعتها لحسابها، وقال الشاهد الثاني: «برينس يرى نفسه صليبيا مهمته القضاء على المسلمين والدين الإسلامي..وحرض رجاله لكي يستغلوا كل فرصة لقتل أكبر عدد من المسلمين»، وهم يستعملون مصطلحات صليبية لجماعة فرسان الهيكل من الحروب الصليبية ويستعملون «مصطلحات الصيد وألعاب التسلية» لوصف قتلهم للمسلمين، ومحاضر قتلهم للمسلمين تسجل باسم «تمبلر أي الصليبي»..، ووظف برينس مجرمي حرب من الصرب متورطين في الإبادة الجماعية والاغتصاب ضد المسلمين للعمل في الإدارة العليا. والصادم أن «بلاك واتر» لا تزال تجد مداخل للدول الإسلامية، فقد افتتحت فرعا في لبنان وبدأت تدرب مليشيات القوات المسيحية التابعة لجعجع وجندت قوات «لحد» العميلة لإسرائيل، وتوسعت لأذربيجان وتدريب قوات التمرد جنوب السودان وأفغانستان وأخيرا باكستان حيث تفاجأ أهل بيشاور بالمرتزقة الأمريكيين في شوارعهم يقومون بإرهابهم بأسلحتهم والعربدة وقطع الطرق، و «بلاك واتر» تدخل للدول كقوات أمن للشركات والحكومات ومتنكرة كجمعية خيرية ولتدريب جماعات التمرد والإرهاب وإمدادها بالسلاح ولاحقا تستأجرها الدول لمحاربة تلك الجماعات!.. «بلاك واتر» وأمثالها من شركات المرتزقة خطر محدق يجب أن يحصل تحرك عالمي ضده وعلى قوانين الأممالمتحدة والدول أن تدعم هذا التحرك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة