سبحان الله أننا نتعلم الكثير من أبسط الأمور ونرى عظمة خلق الله عز وجل من خلالها...والمبشور طبعا هو أكلة لحم مفروم كروية الشكل قطرها يصل إلى حوالى خمسة سنتيمترات وهي «ملغمة» بالثوم والدهون...يتم شيها على الفحم بطريقة تضمن تعرض كامل سطح وقلب الشكل الكروي للحرارة... وهنا تظهر إحدى الخصائص الهندسية المميزة لهذه الأكلة فبسبب شكلها يتعرض سطحها للحرارة بشكل متساو يضمن الاستواء المتجانس...ذلك لأن السطح الكروي يتميز هندسيا بأقل مساحة نسبة إلى حجمه...وهناك أيضا دور الثوم، فبالإضافة للنكهة فهو يوفر أحد المصادر المهمة للرطوبة وبالأصح فهو يزود قلب الكرة بالبخار...والبخار هو طبعا ماء تفوق درجة حرارته المائة درجة مئوية تحت ظروف الضغط الجوي الطبيعية...ولكن بسبب جيوب الرطوبة بداخل المبشور فالغالب أن نجد «زوابع» تتسارع فيها جزيئات الماء على درجات حرارة عالية جدا قد تفوق المائة درجة مئوية...ولضبط الطبخة نجد أهمية دوران الأسياخ لأن الشواء يتطلب توازن تعرض السطح للحرارة...خطر هذا على البال عندما تأملت في حسابات إطلاق المكوك الفضائي...وهناك علاقة طريفة بين هذه الرحلات الفضائية وبين شي المبشور، ويعود ذلك لضرورة توازن تعرض سطح المكوك للحرارة....وتحديدا فتحدد وكالة الفضاء الأمريكية «نافذة» زمنية لإطلاق المركبة الفضائية...وتلك النافذة وهي عبارة عن فترة زمنية للإطلاق تسمح بعدم تعرض جانب واحد للمركبة أكثر من غيره لأشعة الشمس الرهيبة في الفضاء الخارجي...وتحديدا فهناك فترة السماح «بزاوية درجة بيتا الشمسية» Solar Beta Angle Cutoff وهذه الزاوية يتم تحديدها وحسابها هندسيا بأخذ الزاوية بين منتصف الكرة الأرضية ومنتصف الشمس... ويجب أن تكون مساوية لستين درجة أو أقل فإن زادت عن ذلك ستتولد ضرورة لمناورات التفاف إضافية للمكوك أثناء رحلته، وتحديدا سيتم التفاف المركبة حول محورها الطولي لتقلل من حدة حرارة الشمس في الفضاء الخارجي من جانب واحد أكثر من الجوانب الأخرى...وكمثال آخر فعند إرسال أقمار صناعية في الفضاء الخارجي، تبرمج للدوران حول المحور الذي يقيها أشعة الشمس لكي لا تصبح مثل «المبشور المكربن»، وفى الواقع فبعض الشركات الهندسية تتخصص في تصميم وصناعة مواطير للف الأقمار الصناعية حول أنفسها للتفادي الاحتراق بسبب تعرضها لأشعة الشمس ولذا فترى الأقمار الصناعية عادة في حالات دوران حول نفسها لتجنب الاحتراق...نفس مبدأ لف سيخ المبشور ليوزع الحرارة على كافة سطح الكرة بدلا من التركيز على جانب واحد. أمنية بدأت بفيزياء طبخ المبشور وروائع ما يدور بداخله من انتقال حراري من خلال نوافذ حرارية عجيبة...ثم النوافذ الزمنية لإطلاق رحلات المكوك الفضائي التي تحددها مخاطر أشعة الشمس في الفضاء...ولكن هناك ما هو أهم من كل هذا فبعض الأحيان تتم الإساءة إلى البشر وكأنهم يخضعون لعملية الشواء بدون أي انقطاع ولا رحمة ولا خوف من الله عز وجل...أتمنى أن نتذكر ضرورة إعادة تقويم «النوافذ الفكرية» لكي نرصد في ذاكرتنا جميعا درجات الظلم ضد الأبرياء في فلسطين وحول العالم...اليوم وكل يوم. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة