الخلل الطبيعي الذي يحدث في البيئة كانبعاث ثاني أكسيد الكربون الذي وصلت معدلاته إلى نسبة زيادة بلغت في السنوات الأخيرة 30 في المائة عن النسبة التي شهدها طوال السنوات الماضية، لا يمكن للطبيعة أن تتخلص منه تلقائيا. وأدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال 150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الإحفوري لتوليد الطاقة، وهذه الأنواع من الموارد الإحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ، وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وإذا أردنا تجنب العواقب الأسوأ ينبغي أن نلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين. وتوقعت دراسة أعدتها هيئة علمية ألمانية رفيعة أن يتسبب استمرار التغيرات المناخية - إن لم تتم السيطرة عليه - في حدوث كوارث إنسانية واضطرابات داخلية واسعة في عدد كبير من الدول وانتشار النزاعات والحروب في العالم. وأكدت الدراسة وجود فرصة للنجاح في التصدي للتغيرات المناخية إذا واجهتها الدول والمنظمات العالمية جماعيا وتعاملت مع تداعياتها كخطر يهدد البشرية كلها، وأوصت بتأسيس منظمة دولية مستقلة لحماية البيئة وتعديل السياسات البيئية الحالية للحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات الصناعية حتى عام 2050 بنسبة 50 في المائة مما عليه الآن. (*) مدير إدارة حماية البيئة الأسبق في رئاسة الأرصاد وحماية البيئة