حذر استشاري ورئيس الجمعية العلمية السعودية للأشعة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور سطام بن سعود لنجاوي، من إهمال تشخيص صداع الشقيقة الذي ينتج عن اضطرابات عمل الأوعية الدموية الدماغية واختلال الأوامر العصبية في المخ، موضحا أن الاعتقاد السائد أن صداع الشقيقة لايمكن علاجه ولا الشفاء منه هو اعتقاد خاطئ وغير صحيح، حيث يجب على المريض اتباع ارشادات الطبيب المعالج بحرص، وتناول العلاج بانتظام مع الابتعاد عن مسببات النوبة والضغوط النفسية والضجيج أو تناول المأكولات المسببة للصداع كالشيكولاته. ويضيف الدكتور لنجاوي أن الشقيقة من أكثر الأعراض شيوعا بين الرجال والنساء، وتصيب نسبة ثلاثة – عشرة في المائة من الأطفال وتشكل من الأسباب الشائعة للصداع عند الأطفال، وتصيب الإناث أكثر من الذكور بثلاثة أضعاف بعد البلوغ مما ينتج عنه مضاعفات تصل في بعض الأحيان لزيادة نسبة تعرض الإنسان للسكتات الدماغية. ويلفت الدكتور لنجاوي إلى أن صداع الشقيقة يولد نبضا مؤلما خلف العين قد يؤثر على البصر لاسمح الله، ونادرا مايصيب جانبي الرأس معا، ويستمر من أربع ساعات إلى 72 ساعة. ويلمح د.لنجاوي إلى أن صداع الشقيقة قد يحدث نتيجة أسباب مرضية أو إصابة عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات العين كالتهاب ملتحمة العين، وقصر النظر، والتهاب أعصاب العين، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب الأنفية ومشاكل الأسنان، والحمى والزكام أو الانفلونزا واضطرابات السكر في الدم، كما أنه قد يحدث لأسباب غير عضوية كالأسباب النفسية والصدمات العاطفية أو نتيجة لاضطراب في وظائف بعض أعضاء الجسم كالمخ أو اضطراب الدورة الدموية بالإضافة إلى تغير في بعض أنماط الحياة اليومية كتغير مواعيد النوم أو الضوضاء والجلوس أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر وكذلك تناول المشروبات الغازية والشيكولاته وبعض مشتقات الألبان والفواكه الحمضية والنقانق والمحليات الصناعية جميعها أسباب محفزة لصداع الشقيقة. و يؤكد د. لنجاوي أن هناك نوعين من العلاج وهما الوقائي والعلاجي من خلال استخدام الأدوية كالاسبرين أو البنادول، وهناك بعض الأدوية العشبية المعروفة بفاعليتها في علاج الشقيقة مثل الزنجبيل والأخدرية وحشيشة النحل أو الترنجان والجنكة بالإضافة إلى الرجلة والزعتر وكذلك حصا البان وزهرة الربيع. ويوصي د. لنجاوي المصابين بصداع الشقيقة باتخاذ بعض الإجراءات الفورية بمجرد الإحساس بحدوث أول إشارة للنوبة كأخذ راحة في غرفة مظلمة وهادئة، مع تجنب العوامل المسببة للصداع ووضع فوطة مبللة بالماء البارد على الجبهة وخلف الرقبة والضغط على الصدغين بأطراف الأصابع وتدليكهما بخفة وبحركة دائرية مع أخذ حمام بارد ليعيد توازن الدورة الدموية وتناول كمية من السوائل.