تعرفنا في مقال الأسبوع الماضي على دور لغة الجسد في بناء الألفة بين الزوجين، وسنركز اليوم على تقنية التوافق الصوتي في تعزيز تلك الألفة، ونستعرض معا طرق ذلك التوافق. أولا: نبرات الصوت: الدراسات تشير إلى أن نبرات الصوت تؤثر في الشخص المستمع بنسبة 38 في المائة، وقد أكد الله تعالى على أهمية حاسة السمع كأداة للتواصل بين البشر لها تأثير مهم وفعّال أكثر من أي حاسة أخرى يملكها الإنسان. ويقصد هنا بالتوافق الصوتي بين الزوجين هو مدى انسجام خصائص الصوت بينهما أثناء الحديث والنقاش من حيث المستوى ونوع النبرة والسرعة، مما يؤثر بشكل كبير في التواصل على مستوى العقل الباطن وبالتالي الوصول إلى قرارات ايجابية ترضي الطرفين. ثانيا: إدارة الصوت: 1 دراسة خصائص الصوت وتغيراتها في المواقف المختلفة لدى الطرف الآخر للاستفادة منها في خلق الألفة أثناء الحوار. 2 السيطرة على خصائص أصواتنا عند محاورة الطرف الآخر، بحيث لا نبث رسائل سلبية أثناء الحديث تشعره بالتوتر، الخوف، الانفعال، والتهديد..الخ. 3 التدرب على مهارات الإنصات الجيد للطرف الآخر، فهي خير وسيلة لكسب القلوب وتشعر الآخر بأهميته والحرص على التفاعل معه بكل الجوارح. 4 إن نبرات الصوت تعكس الحالة النفسية للطرف الآخر، لذا يجب التركيز على نبرات الصوت أثناء الحديث والحفاظ على اتزان الصوت قدر الإمكان. 5 التخلص من عادة رفع الصوت أثناء الحديث والحدة الزائدة في الصوت، فهي من الأمور التي أنكرها الله تعالى على الإنسان في القرآن، وشبه تلك الأصوات بأصوات الحمير. ثالثا: اختيار الكلمات: لقد أشار الله تعالى في كثير من الآيات إلى أهمية الكلام واختيار الكلمات وأثره في النفوس والعقول، وقد أكد عليه الصلاة والسلام على دور الكلمة في تغيير الأفكار والمشاعر الإنسانية، كما دل على أساليب اختيار الكلمات في الحديث الطيب وأهميته في الدين، قال صلى الله عليه وسلم «الكلمة الطيبة صدقة». أخيرا: فن الكلام: 1 التأكيد المستمر على استخدام بعض الكلمات التي يصدرها الطرف الآخر وإعادة بثها خلال الحديث بحيث يشعر بالثقة والتفاعل وأهمية حديثه. 2 إعطاء الطرف الآخر شعورا بأنه يسيطر على مجريات الحديث من خلال دفعه لطرح الأفكار ومناقشتها، بحيث نتحكم نحن بالحوار بصورة غير مباشرة كما نشاء. 3 إنهاء أي حوار مع الطرف الآخر بكلمات تؤكد على مشاعر الثقة والمودة والرضا، حتى في حالة عدم الوصول إلى اتفاق مرض على موضوع ما أو فكرة مختلفة. 4 إضفاء روح المرح والمتعة وإظهار مشاعر الحب والتفاعل مع الطرف الآخر عند الحوار معه، بحيث لا يشعر بالملل أو التجاهل في أي مرحلة من الحوار. 5 اختيار الوقت المناسب للحديث وتجنب الأوقات التي يكون فيها الطرف الآخر في حالة مزاجية لا تسمح له بالحوار، والاختصار قدر الإمكان في حالة كون الموضوع مهما لا يقبل التأجيل. 6 التدرب على مهارة فهم حديث العيون والقلب فهي أكثر فاعلية، وتجعل الطرفين في حالة تواصل مستمر طوال الوقت بحب وشفافية عالية. مستشار العلاقات الأسرية [email protected]