تبدأ الدراسة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول 15 رمضان، ويتم الافتتاح الرسمي في الرابع من شوال القادم المصادف لذكرى اليوم الوطني 79 للمملكة. وتمنح الجامعة درجتي الماجستير والدكتوراه في 11 مجالا تشمل: الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، العلوم البيولوجية، الهندسة الكيميائية والبيولوجية، العلوم الكيميائية، علوم الحاسوب، علوم وهندسة الأرض، الهندسة الكهربائية، العلوم والهندسة البيئية، العلوم والهندسة البحرية، علوم وهندسة المواد، والهندسة الميكانيكية. وتختص الجامعة، التي أقيمت في مركز ثول على ضفاف البحر الأحمر قرب محافظة جدة بتكلفة عشرة مليارات ريال، بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلاب الموهوبين والمبدعين لدعم التنمية والاقتصاد الوطني وتوجيه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة. وتعد الجامعة من المشروعات الرائدة لمستقبل المملكة، ومن المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع، ومنارة للإشعاع العلمي وقناة من قنوات التواصل بين الشعوب والحضارات، حيث يلتقي في رحابها العلماء من شتى بقاع الأرض، كما يجني ثمارها الوطن والأمة الإسلامية وتسهم في زيادة أعداد الحاصلين على براءات الاختراع من أبناء الوطن. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مشروع إنشاء الجامعة في حفل أقامه أهالي محافظة الطائف احتفاء بزيارته للمحافظة في 26 جمادى الآخرة 1427ه. وتهدف الجامعة إلى رعاية الموهوبين والمبدعين والباحثين ودعم الصناعات الوطنية ودعم وإنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة ودعم الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج الإجمالي ودعم منظومة الإبداع والقدرة على توليد الأفكار وتحويل الأفكار الابتكارية في الاختراعات التي تشكل قيمة اقتصادية مضافة والإسهام الإيجابي في التعامل مع المؤسسات البحثية والإسهام في التحول إلى مجتمع صانع للمعرفة. وتهدف الجامعة أيضا إلى توفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم واستقطاب ورعاية الطلاب المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة من المملكة وغيرهم وتطوير البرامج والدراسات العليا في المجالات المرتبطة بأحدث التقنيات التي تخدم التنمية والاقتصاد الوطني والإسهام في تنمية المعرفة في مجالات التقنية الحديثة وتنمية روح الإبداع والتحدي بين الموهوبين ورعاية الأفكار الإبداعية والاختراعات وترجمتها إلى مشاريع اقتصادية وتحقيق مشاركة فاعلة ومستدامة مع القطاع الأهلي. ويمثل مشروع الجامعة، الذي عهد تنفيذه لشركة أرامكو السعودية على مساحة 36 مليون متر مربع وشاركت في تصاميمه الهندسية مجموعة من الشركات المحلية والعالمية، طرازا متناسقا بين العمارة التقليدية والتصميمات العصرية وضعت للمحافظة على كفاءة استخدام الطاقة والحد من الآثار البيئية الضارة. وتستخدم المختبرات ومرافق الأبحاث الفريدة في الجامعة وحدات معمارية تتصف بالمرونة وتضم نماذج تناسب مختلف أنواع المختبرات والأبحاث وعلى أحدث التقنيات والتجهيزات. وتمتد على مساحة شاسعة تطل على البحر الأحمر مقرات لإقامة أعضاء هيئة التدريس والطلاب وعائلاتهم تحيط بها الحدائق والملاعب ودور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس، بالإضافة إلى الخدمات الترفيهية مثل المطاعم وملعب الجولف وملاعب التنس والشواطئ وأحواض سباحة ومارينا. وتضم الجامعة 25 مبنى، منها أربعة معاهد للأبحاث العلمية بمساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع. ويتخلل المباني ممرات بحرية يباشر تنفيذها وتطويرها شركات عالمية وكذلك تنفيذ وتشغيل مولدات الكهرباء وأبراج التبريد التي يتجاوز عددها خمسة أبراج كبيرة لتبريد المباني بشكل كامل. ويقع مركز المدينة في مشروع الجامعة على مساحة تصل إلى مليوني متر مربع ويضم الخدمات التعليمية ومن أبرزها خمس مدارس للتعليم العام ومدرسة عالمية، وكذلك مستشفى كبيرا يخدم المدينة الجامعية، ومرفأ بحريا ومنطقة للقوارب الشاطئية ومسجدين تم تصميمهما بشكل يجمع بين الحداثة والأصالة يستوعب الأول 1500 مصل والثاني 500 مصل، بالإضافة إلى مراكز ترفيهية وملاعب رياضية. ويدعم المشروع وجود قطاعات حكومية عدة تمثل معظم وزارات ومؤسسات الدولة. ووقعت الجامعة في 13 جمادى الآخرة 1428 ه اتفاقية تشغيل العيادة الطبية مع المركز الطبي الدولي في جدة وطاقته الاستيعابية 300 سرير. وتخدم العيادة مبدئيا 3500 من منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفين وعائلاتهم. ونصت الاتفاقية على تشغيل العيادة الطبية في الجامعة عيادات خارجية. وبالنسبة للحالات التي تحتاج إلى رعاية خاصة وحالات التنويم سيتم تحويلها لتلقي الرعاية المطلوبة في المركز الطبي الدولي في جدة. وتقع العيادة الطبية داخل المنطقة السكنية على مساحة 5300 متر مربع، وتشتمل على عيادة طوارئ تعمل على مدار الساعة، وقسمين للمختبر والأشعة يتم تجهيزهما بأحدث التقنيات والأجهزة التي تمكن الأطباء من التشخيص الدقيق لحالات المراجعين، كما تحتوي على عيادات طب الأسرة، ورعاية الحمل والأطفال والأسنان وجميع التخصصات الطبية الأخرى، وروعي في تصميم وتجهيز العيادة أفضل المعايير الطبية العالمية في الأمن والسلامة والتقنيات المستخدمة وغيرها من الضوابط الفنية والاحترازية. وعلى الصعيد العلمي تضم الجامعة أربعة معاهد بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية. ويجري معهد الموارد والطاقة والبيئة بحوثا في استخلاص الكربون من الهواء وخلايا الهيدروجين والوقود وتصميم العمليات والاحتراق والطاقة الشمسية ومجالات تحلية وترشيد المياه والزراعة المناسبة للمناخات الصحراوية. بينما يجري معهد العلوم والهندسة الحيوية بحوثا في المعالجة الحيوية الميكروبية والمعالجة الحيوية للموارد البتروكيمياوية والزراعة المستدامة للأحياء والنباتات المائية والبيئة البحرية للبحر الأحمر وتقنية الصحة، وكذلك الأمراض الوبائية الإقليمية والعوامل الوراثية للسكان. وتشمل البحوث التي يجريها معهد علم وهندسة المواد البوليمرات والأغشية ومواد تقنية النانو بما في ذلك المواد المعالجة حيويا والمستخدمة في هذه التقنية وموضوعات مثل الكربون والتطبيقات الكهروضوئية والكيمياء الحفزية والمواد التي تستخدم في الأوساط عالية الإجهاد. أما معهد الرياضيات التطبيقية وعلم الحاسب الآلي فيغطي بحوث تقنيات البرمجيات اللغوية واستخدام الحاسب في تطبيقات اللغويات مثل التعرف على الأصوات واستخلاص المعاني، واستخدام الحاسب في حل المشكلات الكيميائية وإعداد النماذج الرياضية للمكامن والبيئة الإقليمية، وبحوث تقنية المعلومات والاتصالات والتعامل المعلوماتي لأغراض الرعاية الصحية. وتمنح الجامعة درجة الماجستير في الهندسة ومدتها سنة ومحورها التطوير والتدريب المهنيان، ودرجة ماجستير العلوم في الهندسة ومدتها سنتان مع برنامج دراسي وأطروحة لدرجة الماجستير. كما تمنح درجة الدكتوراه من ثلاث إلى أربع سنوات بعد درجة الماجستير، وتتضمن بحثا أصليا في أحد معاهد الجامعة يتوج بأطروحة بحث، وتتوزع مجالات الدراسة بين الهندسة الكيميائية والرياضيات التطبيقية وعلم تحليل المشكلات باستخدام الحاسب، والهندسة الميكانيكية وعلم وهندسة المواد، والهندسة المدنية وهندسة البيئة. وأجرت الجامعة اتصالات مع مراكز البحث العلمي الدولية والجامعات الكبرى، ووقعت خلال الشهور الماضية اتفاقيات مهمة، منها اتفاقية تفاهم مع جامعة سنغافورة الوطنية للعمل سويا على دعم البرامج العالمية التي تسهم في تقدم البحث العلمي والتعليم العالي والتطور التقني في مجال العلوم الكيميائية الأساسية والتطبيقية. كما وقعت مذكرة تفاهم مع معهد البترول الفرنسي للتعاون في برامج الأبحاث ذات المستوى العالمي والتعليم العالي والتطور التقني. وتمهد هذه الاتفاقية إلى اتفاقيات أخرى للعمل المشترك في مجال أنواع الطاقة والمواد المستخدمة في النقل وبذل الجهود المشتركة لإيجاد حلول ابتكارية للتحول إلى استخدام أنواع من الطاقة والمواد الأكثر كفاءة واقتصادا، ويتعاون الطرفان في قبول طلاب الدراسات العليا بشروط متفق عليها لإجراء دراسات أو أبحاث معينة في مقر المعهد الفرنسي. واتفقت المؤسستان على التركيز بصفة خاصة على أبحاث استخلاص الكربون من الهواء، وأنواع الوقود النظيف، والحفز الكيميائي، والبوليمرات، وإعداد النماذج الرياضية في مجال الهندسة الكيميائية. وفي 5 ربيع الآخر 1428 ه أسست مكتبة الكونجرس الأمريكي وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية شراكة في توثيق تاريخ العلوم لدى العرب والمسلمين رقميا، وتقوم المكتبة بالاشتراك مع الجامعة بتشكيل لجنة استشارية دولية من العلماء ومديري المكتبات البارزين لوضع استراتيجية لتحديد واختيار المخطوطات، وغيرها من المواد النادرة والفريدة المتصلة بالعلوم عند العرب والمسلمين، وترقيمها، وتصنيفها، والتعريف بها، وتعزيز إجراء الأبحاث العلمية عنها، لإدراج هذه المواد في المكتبة الرقمية العالمية وغيرها من مشروعات المكتبات الرقمية. ومكنت الشراكة مكتبة الكونجرس من العمل مع جامعة الملك عبد الله وشركائها في المكتبة الرقمية العالمية في إعداد تاريخ علوم العرب والمسلمين بوصفه محورا أساسيا في المكتبة الرقمية العالمية. وأوضح أمين مكتبة الكونجرس جيمس بيلينغتون أن التعاون مع جامعة الملك عبد الله يمكنهم من الاستعانة بالعلماء وأمناء المكتبات والمتاحف البارزين من العالم الإسلامي وأوروبا والولاياتالمتحدة في تطوير هذا العنصر المهم في المكتبة الرقمية العالمية. وقال إن هذا التعاون ليس مهما فقط لموضوع معين من العلوم في العالم العربي، وإنما بوصفه نموذجا للجمع بين الخبراء من دول عدة للعمل معا في موضوعات مشتركة، ما يكفل أعلى مستوى من الجودة في جمع الكثير من المواد العلمية الأولية الموجودة في أماكن مختلفة لتكون في متناول العامة على شبكة الإنترنت. ووقعت جامعة الملك عبد الله اتفاقية للدخول في شراكة أبحاث مع جامعة ميونخ التقنية الألمانية في ميونخ، وهي اتفاقية شراكة الأبحاث السادسة التي تعقدها مع جامعة عالمية كبرى خلال الأشهر السبعة الماضية. وتركز الشراكة على أبحاث العلوم الأساسية والتطبيقية والهندسية في الطاقة الشمسية وإعداد النماذج الرياضية وعلم تحليل المشكلات باستخدام الحاسبات عالية السرعة وأجهزة الاستشعار المتطورة للاستخدامات الصناعية واستخلاص الكربون من الهواء. ويشتمل التعاون بين الجامعتين على تصميم وإنشاء مراكز الأبحاث ومرافق المختبرات في جامعة الملك عبد الله وتولي تشغيلها المبدئي والتعاون في برامج الأبحاث التعاونية التي تجري في الجامعتين. وتتناول تبادل العلميين والفنيين والإداريين حسب ما يلزم، بالإضافة إلى تبادل المعلومات عن الأبحاث والموضوعات الهندسية ذات الاهتمام المشترك. كما وقعت الجامعة اتفاقيات لتأسيس شراكات مماثلة مع مؤسسات أخرى مثل معهد وودز هول لعلوم المحيطات، والمعهد الفرنسي للبترول في فرنسان وجامعة سنغافورة الوطنية، والمعهد الهندي للتقنية في بومباي، والجامعة الأمريكية في القاهرة ومركز أبحاث جنرال إليكتريك. ووقعت الجامعة مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» لإقامة شراكة استراتيجية لتطوير التعاون في حفازات الصناعات البتروكيماوية والمتخصصة، وهندسة المواد، وأبحاث المياه، وتقنية المواد متناهية الصغر «النانو»، إلى جانب البرامج التدريبية وبرامج الدراسات العليا والدكتوراه والمشاريع الأخرى التي تسهم في تطوير العمليات البحثية والصناعات البتروكيماوية السعودية. ووقعت الجامعة مذكرات تفاهم مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وعدد من الجامعات السعودية للتعاون في العديد من المجالات البحثية والعلمية وتبادل أعضاء هيئة التدريس وتحفيز خريجي تلك الجامعات على الانضمام إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للالتحاق ببرامج الدراسات العليا وإجراء الأبحاث العلمية، والبدء في أبحاث متعلقة بتخصصات علوم البحار، وخاصة ما يتعلق ببيئة البحر الأحمر والأبحاث الخاصة به بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية. كما يشمل التعاون أبحاث العلوم الأساسية والتطبيقية والهندسية والتخطيط لإجراء الأبحاث وتنفيذها والمشاركة في تدعيمها وتبادل المعلومات. وتتجلى رؤية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وشراكاتها الهادفة لخدمة البشرية، في استعادة العصر الذهبي العربي والإسلامي للعلوم، من خلال التعاون العلمي والمعرفي. كما ينضوي تحت هذه الرؤية خدمة العلم في مناخ محفز ليتعاون العلماء كما كان في «بيت الحكمة» المنبر العلمي العربي والإسلامي الذي أضاء العالم. وفي 19 ربيع الآخر 1428 ه أعلنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أسماء الجامعات الفائزة في منافسة شراكة الأبحاث العالمية لمراكز الأبحاث، حيث اختيرت 7 جامعات للحصول على منح معاهد أبحاث جامعة الملك عبد الله، ومن بينها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران. وتم في هذا الإطار دراسة وتقييم أكثر من 20 عرضا مقدما من عدة جامعات مرموقة ورائدة في مجال البحث العلمي. وتشمل الجامعات الفائزة: أكسفورد، بريطانيا، وجامعة تكساس إيه آند إم وستانفورد وكورنيل، الولاياتالمتحدة ، وجامعة أوتريخت، هولندا، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة تايوان الوطنية. ويعد برنامج شراكة جامعة الملك عبد الله العالمية للأبحاث مبادرة مهمة تهدف إلى تلبية احتياجات الجامعة التطويرية، وضمان استمرارية الأبحاث على المدى البعيد بتأسيس روابط قوية بين الجامعة والنشاط البحثي العالمي.