يعود أهالي نجران بالتاريخ إلى الوراء من خلال بناء بيوت الشعر في منازلهم. يستمتعون بالجلوس فيها ويستقبلون الضيوف والزوار، فيما يجعلها البعض متحفا تراثيا يوفر فيه المقتنيات والأدوات التراثية القديمة والأسلحة. وتصنع بيوت الشعر بطرق تقليدية تضمن مقاومتها لظروف البيئة الصحراوية، وتدخل عليها بعض الديكورات الحديثة لتطوير شكلها، وتحتوي على ديكورات من الخشب المبطن بالأقمشة، كما يتم تزويدها بأشكال متنوعة من الإضاءة الداخلية واللمبات والستائر والمجالس التي تتناسب مع الديكور وتوصيلات التكييف والشبابيك المصنوعة من المواد الحديثة. ويقول جابر آل سعد «من أهالي نجران» إن بيوت الشعر الحديثة تصنع من أقمشة السدو والأقمشة التراثية الراقية، ويضاف إليها واجهات زجاجية تعطي منظرا مميزا يمزج ما بين تراث الماضي وفنون الحاضر، وهو ما جعل الكثير من الأهالي يقبلون عليها ويحرصون على بنائها داخل منازلهم. ويقول هادي حفول إن الاهتمام ببناء بيوت الشعر حاليا يعتبر من الرموز التراثية في المنطقة، ويفتخر بامتلاكها الجميع، وأصبح بناؤها داخل المنازل أمرا ضروريا، فهي تمثل الواجهة التراثية للفلل والقصور كما أنها أصبحت مقرا لجميع المناسبات الاجتماعية والأسرية، وتتميز بحضور كبار السن الذين يتحدثون عن الاختلافات بين الحاضر والماضي فيما يفيد شباب اليوم نحو المحافظة على أصالتهم. ويرى حسين مسفر الهلالي أن الجلوس في بيت الشعر عادة ما يصحبه تناول الأكلات الشعبية والقهوة العربية وحليب الإبل، ويؤكد أن فنون التطور العمراني الذي تشهده المنطقة اليوم لم يغن عن بناء بيوت الشعر التي امتد بناؤها للمزارع، فأصبحت ديوانيات واستراحات يتم فيها التواصل الاجتماعي وتدارس ومعالجة المشكلات التي تتعلق بجميع شرائح المجتمع، ويتخللها أحيانا جلسات للشعر الشعبي.