مع بدء العد التنازلي لافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول في 15 رمضان المقبل، أي بعد شهر ، تشهد منطقة العمل جهودا كبيرة ومتواصلة لإكمال العمل خلال الفترة المحددة. وقد رسمت المباني التي تم إنشاؤها، لوحات معمارية بتصميمات هندسية تلفت الأنظار من بعد إلى «الجامعة» على ضفاف البحر الأحمر في ثول غربي المملكة. وقد وضعت المباني في مواقع ومجموعات اختيرت بدقة لتعظيم مزايا مناخ الموقع الفريد ونظامه البيئي الطبيعي، وللتخفيف من مضار حركة الشمس وبما يتناسب مع مناخ المنطقة. صممت جميع جميع المباني بعناية للاستجابة لظروف المناخ والموقع، حيث يقلل التوجه العام من الشرق إلى الغرب من حرارة الشمس القاسية في الصباح وبعد الظهر، خصوصا في أشهر الصيف. واختار فريق التصميم استخدام سقف ضخم قادر على ربط وحماية المباني من ظروف المناخ القاسية. ورغم أن السقف يحمي المباني من حرارة الشمس، فقد استخدمت الأفنية المكشوفة والمسقفة بالزجاج في جميع المباني لبث ضوء النهار الطبيعي، وتسهيل التهوية الطبيعية في أغلب المساحات الداخلية. فيما تضمن تصميم تبليط حرم الجامعة استخدام أحجار فاتحة اللون من حجارة المنطقة تتناسب مع المناخ وتعكس الحرارة بدلا من امتصاصها، حيث إن طبيعة الحجارة العاكسة والتعريشات المظللة تحد من تأثير تركز الحرارة في الحرم الجامعي وتؤدي إلى تحسين مستويات الراحة لشاغلي المباني طوال العام مواد البناء ملت المواد المستخدمة في بناء الجامعة الخرسانة وحديد الصلب المحليين، وأما التشطيبات الداخلية فتتضمن مستويات منخفضة من المركبات العضوية الطيارة ومستويات عالية من المحتوى المعاد تدويره (ألواح الجبس، وقطع السجاد، وبلاط السقف، ومواد الطلاء، والمواد اللاصقة، وأعمال الخشب). وتم تنظيم الأثاث الداخلي بحيث لا يحتوي على مركبات عضوية طيارة، ومعتمدة من معهد غرينغارد للبيئة وتتضمن مستويات عالية من المحتوى المعاد تدويره، وجميع الأخشاب المستخدمة مشتراة من الغابات التي تدار إدارة مستدامة ومعتمدة من مجلس صيانة الغابات. وتراقب جميع منافذ التهوية الخارجية والمساحات الداخلية بأجهزة استشعار ثاني أكسيد الكربون، لضمان مستويات ملائمة من الهواء النقي والتهوية لمستخدمي المباني، حيث إن المستويات العالية من ثاني أكسيد الكربون في المساحات الداخلية يمكن أن تسبب انخفاض مستويات الإنتاجية وتنتج عنها آثار صحية ضارة. وسوف ترفع جميع المباني معدلات التهوية إلى 30 في المائة زيادة على المستوى القياسي لضمان استمرار امدادات الهواء النقي لمستخدمي المباني. وشيدت جميع مباني الحرم الجامعي ومعظم مباني مركز المدينة باستخدام المواد اللاصقة، والمواد المانعة للتسرب والدهانات، ونظم السجاد والأثاث التي لا تتضمن أي مركبات عضوية طيارة أو تتضمن نسبة منخفضة منها، كما أن جميع مباني الحرم الجامعي، ومعظم مباني مركز المدينة تشيد باستخدام المنتجات الخشبية المركبة والمصنوعة من الألياف الزراعية والتي لاتحتوي على اليوريا فور مالديهايد. وبعد الانتهاء من تشييد المشروع، سوف تجرى لجميع مباني الحرم الجامعي عملية تنقية جوية شاملة بضخ تيار قوي من الهواء فيها لضمان أن جميع المركبات العضوية الطيارة، والجسيمات، والغبار والمواد الكيميائية الضارة المتبقية من الإنشاء قد أزيلت من المبنى قبل شغله. كما تم تركيب مرشحات ميرف 13 و 14 على جميع نظم التدفئة والتهوية والتكييف لضمان إزالة الجسيمات الدقيقة جدا من تيار التهوية داخل المباني، فيما تم تركيب شبكات معدنية لتنظيف الأقدام عند جميع المداخل لضمان عدم نقل الغبار والرمال والجسيمات من الخارج إلى داخل المباني.