اعتادت الجماهير الرياضية مشاهدة إشهار حكم الساحة (الكرت الأحمر) في مباريات كرة القدم على اللاعبين لارتكابهم مختلف أنواع المخالفات التي تستوجب الطرد من المستطيل الأخضر، وقلما نجد أن يقوم الحكم بطرد مدرب الفريق، إلا أن سجلات الملاعب الرياضية العالمية رصدت، خلال الفترة الأخيرة، حالات طرد مدربين من أرض الملعب لأسباب سلوكية مزعجة، ويظل السؤال: هل يحق للحكم طرد المدرب؟ وما الدوافع التي تستوجب منح الكرت الأحمر للمدرب؟ يقول مدرب اللياقة البدنية وكرة القدم الكابتن محمد السليم ل«عكاظ»: يمتلك حكم الساحة صلاحيات قوية داخل الملعب بصفته من يدير اللقاء، ومنها حالات طرد اللاعبين والمدربين ومساعديهم والجهاز الفني والطبي، في حال ارتكاب أيٍّ مخالفة تستوجب الطرد وفقًا لأنظمة وقوانين كرة القدم، ورغم كون حالات طرد المدربين نادرة إلا أنها تسجل في الملاعب الرياضية، وأكثر المسببات تعود إلى الاحتجاجات والاعتراض على القرارات التي يتخذها الحكم أو تجاهله بعض الأخطاء التي يرى فيها المدرب أن فريقه يستحق ضربة جزاء أو (فاول) أو إشهار الكرت على لاعب الفريق المنافس، فيكون رد فعله هنا غير مناسب فتصدر منه تصرفات تثير حفيظة الحكم. وتابع: من الأمور التي قد تجعل المدرب يحصل على الكرت الأحمر حالته النفسية وقت المباراة فتكون تصرفاته مزعجة لحكم الساحة أو المساعدين أو الحكم الرابع، فالقلق الذي يعيشه المدرب يجعل تركيزه منصباً نحو تحقيق الفوز وتوجيه اللاعبين، كما أن الأنظار دائماً تكون نحو المدربين ومدى رضى الجماهير عن خططه ومستواه في تأهيل ودفع فريقه نحو المقدمة، فهذا التوتر النفسي ينعكس في تصرفاته داخل الملعب، بينما هناك مدربون في قمة الهدوء ويتعاملون مع معطيات المباراة بكل حكمة وروية بعيدًا عن الإزعاجات والتصرفات غير اللائقة، وهنا أستشهد بقصة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني (مدرب أتلتيكو مدريد) عندما انفعل وركل زجاجة مياه تجاه منطقة الحكم الرابع والمساعد الأول ولم تتسبب في إصابة أيٍّ منهما، ولكن تم طرده من أرضية الملعب بالكرت الأحمر وإيقافه عن حضور مباراة واحدة بسبب ذلك. وأضاف: المدربون مختلفون في شخصياتهم وطبائعهم، فرغم أن مدربي كرة القدم يأتون من مختلف البلدان والثقافات والأصول، إلا أن هناك بعض الميزات التي قد تكون مشتركة بين الجميع ومنها خطط وتكتيكات اللعب، سرعة التواصل والتأقلم مع اللاعبين والتكيف مع إدارة الفريق وجهازه الفني، والقدرة على صناعة الفارق وتطوير إستراتيجيات اللعب، والقدرة على تحليل نقاط القوة والضعف لدى كل لاعب، وبجانب كل ذلك هناك بعض الصفات يجب أن تتوفر في المدربين ومنها الكاريزما، والحزم، وتقبل النقد، والصبر، ودقة الملاحظة، والتحفيز، والقدوة الحسنة، والإبداع، والاحترافية في التعامل، والسعي الدائم للتطوير. ويؤكد الكابتن السليم أن من أطرف حالات طرد المدربين التي شهدتها الملاعب الرياضية العالمية عندما طرد حكم الساحة مدرب فريق بروميتش ألبيون كارلوس كوربيران في المباراة التي جمعته ضد ضيفه ساوثهامبتون في دوري البطولة الإنجليزية تشامبيون شيب؛ بسبب قيامه بإيقاف الكرة بقدمه قبل خروجها من الملعب في الدقيقة السادسة من بداية المباراة، إذ ظن المدرب أن الكرة تجاوزت الخط وخرجت من الملعب، ولم يتردد الحكم في اتخاذ قرار إشهار (الكرت الأحمر)، ورغم احتجاج المدرب على قرار الحكم إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، وتم إرساله للمدرجات لمتابعة المباراة، وفي مثل هذه الحالات يتولى مساعد المدرب إدارة الفريق وتقديم التوجيهات للاعبين.