تصويت الجمعية العمومية لمؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر بالإجماع على إعادة انتخاب الشيخ عبدالله صالح كامل رئيساً لمجلس الإدارة لخمس سنوات قادمة. اختيار موفق للمرحلة الحرجة من عمر الصحافة الورقية، التي تتطلب شخصية فذة لها القدرة على إدارة دفة صحيفة المثقفين في كل مكان. لا زلت أذكر تلك البقالة الصغيرة جوار منزلنا في مكةالمكرمة كنت أبكّر إليها صباحاً قبل الآخرين لأحظى بصحيفة عكاظ قبل أن تنفد، ورغم ذلك لا ألقى أمامي إلا أعداداً بسيطة باقية لتشهد أمام الصحف الأخرى المرصوصة أنها الصحيفة الأكثر انتشاراً وبيعاً. هذا الاختيار الموفق يأتي وفق أسباب قوية ومقنعة. استطاع (عبدالله كامل) وبتوفيق من الله الاستمرار في المحافظة على مكتسبات والده وإسهاماته المتعددة في عدد من المجالات العلمية والمعرفية، وكان والده رحمه الله من الرواد الأوائل الذين أسّسوا للمصرفية الإسلامية ومجموعة البركة للاستثمار والتنمية ومجموعة البركة المصرفية، وله دور واضح وفعّال في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتأسيسه لمجموعة من القنوات الفضائية ساهمت في توعية العالم العربي والإسلامي، ونشر الفكر الديني المعتدل وتلاقح الثقافات بين الشعوب الإسلامية. كان رجل برَ وإحسان أتوسط عنده لمد يد العون والمساعدة لمن قعدت بهم الحياة وتراكمت عليهم المصائب، فكان رحمه الله لا يرد يد طالب ولا يقول لفعل خير لا أستطيع. ولم تنقطع يد المعروف هذه بموته بل استمرت من بعده، حملها على كاهله الابن عبدالله، فما ذهبت إليه في طلب مساعدة لمحتاج إلا وكان ملبياً لها وكأني بين يدي والده رحمه الله. فالوفاء لأهل العطاء قيمة إنسانية، يعرفها ذوو الفضل، ويقدرها أصحاب الهمم العالية، ويحتفي بها من عظمت في نفسه قيمة الإنسان حين يتجرد من ذاته في حدود «أناها» الضيقة، ليستحق بهذا الصنيع الشكر والتقدير وفاءً لما قدم، واعترافاً بما بذل، خلال فترة رئاسته الماضية للمجلس دأب على وضع الخطوات التطويرية لعكاظ وتعزيز قوتها التحريرية والإدارية والفنية والتقنية من خلال دعمه مشروع التحول الرقمي وتجديد الهوية، ودعمه لقطاعات المؤسسة، وتدريب الكفاءات السعودية الواعدة وتأهيلها على نفقته الخاصة. محققاً وثبات مهنية وإدارية عززت الثوابت المهنية وخططها المستقبلية عبر تدشين منصات ووسائط اجتماعية تواكب التحولات في الرقمنة الإعلامية، إضافة إلى الكثير من المبادرات والخطط التطويرية التي تضمن لعكاظ مواصلة مسيرتها الإعلامية المتميزة وتأدية رسالتها الوطنية والتي تتناسب ورؤية المملكة الطموحة. عزز من هذه الخطوات أنه حظي برئيس التحرير «الجميل الذيابي» المواكب للمرحلة برؤية شبابية مفعمة بالحيوية والنشاط وخبرة الإعلام ومواكبة الحدث والثبات بقوة واقتدار أمام هجمة الإعلام الإلكتروني وأمواجه المتلاطمة. عبدالله كامل صاحب تجربة عصامية.. فبعد حصوله على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة جنوب كاليفورنيا عاد إلى وطنه لينخرط في العمل والإدارة في شركة دله البركة، وكان شريكاً مؤسساً في «شركة صروح العالمية الرياضية» ورئيس مجلس أمناء «مؤسسة صالح عبدالله كامل الإنسانية» ورئيس مجلس إدارة كل من غرفة مكة والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة وشركة أم القرى للتنمية والإعمار ومؤسسة عكاظ للصحافة والنشر والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية وشريكاً مؤسساً في شركة اقرأ القابضة. تقلد منصب رئيس مجلس إدارة شركة سناد القابضة للتجارة والسياحة ونائب رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية وبنك الجزيرة ومجموعة البركة ورئيس مجلس إدارة شركة أملاك العالمية للتطوير العقاري. وكان عضواً في مجلس إدارة كل من غرفة جدة والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ومجموعة التوفيق المالية ومنظمة الرؤساء العرب وجمعية أصدقاء السعودية، كما كان عضواً في مجلس أمناء صندوق المئوية ومنتدى أمير ويلز الدولي لقيادات الأعمال. كل هذه الخبرات جعلت منه قدوة في عالم المال والأعمال والإدارة فأصبح صاحب عطاء وافر ونجماً ساطعاً وسهيلاً سامقاً في التميّز التجاري وإدارة الأعمال ورمزاً عصيَّ المثال في قيمة التواضع والأخلاق وحب الخير والإحسان. مشاهد من الإنجازات الدالة على وطنيته عبدالله ملأت الصفحات ببهاء المنجزات والعطاء ورسمت صورة القدوة لمن حب وطنه وتفانى في حبه، نبارك لك هذه الثقة نظير ما قدمت وكفاء ما أعطيت. فمثلك قمين بأكاليل الوفاء وجدير بتيجان التقدير. أسأل الله لكم التوفيق للارتقاء بصحيفة عكاظ واستمرارها في مكانها اللائق في عالم الصحافة والإعلام.