أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت)، اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، إثر غارة إسرائيلية، لتُطوى صفحةٌ من الفوضى والشر في المنطقة. وُلد نصر الله في 31 أغسطس 1960 في قرية البازورية بجنوب لبنان، وارتقى إلى قمة الهرم في حزب الله عام 1992، حيث استغل سلطته لنشر الفتنة والإرهاب، مُسخرًا الميليشيات التي تحت إمرته في حروبٍ عبثية، تسببت في مآسٍ ومآتم لم يعرفها لبنان من قبل. حمل نصر الله على عاتقه وزر الدماء المسفوحة، مُصدّرًا العنف إلى دولٍ عربية عديدة، حيث أُزهقت أرواح الآلاف من الأبرياء، أطفالاً ونساءً، على يد ميليشياته. لقد أطلق العنان لعمليات تفجيرية واغتيالات مُروّعة، أبرزها اغتيال رفيق الحريري عام 2005، تاركًا خلفه خيوطًا من الدمار والفوضى. ولم يتوقف شره عند حدود الدم، بل تفرعت شبكة تهريب المخدرات تحت قيادته، مما جعل من لبنان نقطة انطلاق لعصابات المخدرات، مُسهمًا في تدمير المجتمعات وفساد الأجيال القادمة. لقد بات نصر الله رمزًا للخراب، ومشاهد الدمار التي خلفها ستظل محفورةً في ذاكرة الأجيال. ومع رحيل نصر الله، ينتظر الكثيرون عودة لبنان إلى سابق عهده، حيث كان مهدًا للسلام والحضارة. ربما يكون هذا هو الوقت لتغلق لؤلؤة الشرق باب هذا الظلام الدامس، لكن الطريق نحو الشفاء لا يزال طويلاً. الأثر البغيض الذي تركه نصر الله يطلب جهودًا مضاعفة لإعادة بناء مجتمعٍ مُتحدٍ، يسعى نحو مستقبل مشرق بعيدًا عن أحلام الحرب والكراهية.