من إيجابيات النوم المبكر للأطفال تعزيز الحالة النفسية، ما يساعده على التخلص من العصبية الزائدة التي يعاني منها معظم الأطفال ويقلل من العناد، إلى جانب الحماية من المشكلات السلوكية، فالأطفال الذين لم يحصلوا على ساعات كافية من النوم تظهر عليهم مشكلات سلوكية مثل العناد وفرط الحركة والعصبية. لكنه مع الأسف؛ هناك آباء وأمهات يتساهلون مع أطفالهم عندما يصطحبون أجهزتهم الإلكترونية إلى غرف نومهم ولا يتركونها إلا حين يداهمهم النوم، وهذا يتسبب في انعكاسات غير صحية على نموهم الجسدي والعقلي، فسهر الطفل على جهازه الإلكتروني يترتب عليه نوم متأخر يؤثر على آلية إفراز الهرمونات التي يطلقها الجسم وقت النوم، مثل (هرمون النمو)؛ الذي يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم، ومن أعراض نقصه: قصر القامة غير المتناسب مع العمر، ضعف معدل النمو مقارنة بأقرانه، زيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور (الكرش). ومن مشكلات استخدام الطفل الشاشة قبل نومه؛ التحفيز وزيادة النشاط، فالضوء الأزرق الصادر من شاشات أجهزة التلفاز، الحاسب الآلي، الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية تقلل من مستويات (الميلاتونين)، ويؤخر الشعور بالنعاس، خصوصاً أن أغلب الأطفال يميلون إلى البقاء حتى وقت متأخر مع الألعاب الإلكترونية. فسيولوجية النوم واليقظة لدى الإنسان تلعبان دوراً في تنظيم وظائف جهازه المناعي؛ إذ أثبتت دراسات عدة علاقة النوم بالجهاز المناعي وتأثيره، وخلصت تلك الدراسات في مجملها إلى أن الحرمان من النوم يُضعف الجهاز المناعي، فيجب إعطاء النوم أهميته، وألا يكون جانباً مهملاً يؤدي مع مرور الوقت إلى أضرار جسيمة. لذا؛ يجب تعويد أطفالنا على النوم الصحي، وعدم التساهل في ذلك حفاظاً على سلامة صحتهم، ومنعهم من اصطحاب الأجهزة الإلكترونية إلى غرفة نومهم المخصصة أساساً لحصول أجسادهم على ساعات كافية من النوم بعيداً عن المؤثرات المعيقة لجودته.