في الوقت الذي كشفت مصادر في الفصائل الفلسطينية بنود المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم (الأحد) من عملياته وتوغلاته في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وصولاً إلى مدينة حمد غربي المدينة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي مكثف. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجلس الوزراء الإسرائيلي هو من أصدر أوامر بتكثيف الهجوم على غزة، زعماً أن ذلك سيحسن موقف حكومة الاحتلال التفاوضي في محادثات وقف إطلاق النار، وبحسب موقع «واللا» العبري فإن الجهاز الأمني الإسرائيلي يصر على الاحتفاظ بإمكانية العودة للقتال في القطاع وعدم وقف الحرب. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين: لن نغادر غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر المختطفين، موضحاً أنه سيكون للاحتلال سيطرة أمنية على قطاع غزة وقدرة على الدخول في أي وقت وتنفيذ عمليات ويجب أن يبقى محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية. في غضون ذلك، كشفت مصادر في الفصائل الفلسطينية اليوم تفاصيل المقترح الأمريكي الجديد المقدم إلى مفاوضات الدوحة، ضمن مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونقلت قناة «الشرق» عن مصدر مسؤول في حركة حماس قوله إن المقترح الأمريكي تضمن، تقليص تواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وليس الانسحاب منه، وإعادة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح تحت رقابة إسرائيلية لم يُحدد شكلها بعد، إضافة إلى الإصرار على المراقبة الإسرائيلية للنازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة في محور نتساريم دون تحديد شكل هذه الرقابة بعد، وإبعاد عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل في صفقة التبادل إلى خارج فلسطين. وأضاف المصدر: المقترح الأمريكي يمنح إسرائيل حق رفض إطلاق سراح عدد لا يقل عن 100 أسير فلسطيني، إلى جانب عدم الانسحاب من القطاع حسب نص ورقة الثاني من يوليو، على أن تكون الإغاثة مشروطة بالموافقة على جميع هذه البنود، مبيناً أن المقترح ينص على أن يناقش وقف إطلاق النار الدائم في المرحلة الثانية ضمن سقف محدد، وإن لم توافق حماس على المطالب الإسرائيلية يعود الجيش للحرب وتنفيذ عملياته العسكرية. ولفت إلى أن واشنطن اقترحت أن تُترك المفاوضات على إعادة إعمار غزة، ورفع الحصار، لنتائج المباحثات التي ستلي تنفيذ المرحلة الأولى، مشيراً إلى أن هذه المقترحات تتناقض مع الورقة التي وافق عليها الطرفان والوسطاء في الثاني من يوليو الماضي، وأعاد تقديم الموقف الإسرائيلي الأساسي الذي يصر على استدامة الاحتلال في غزة، ومواصلة امتلاك أدوات الضغط على المقاومة لاستكمال تنفيذ أهداف الحرب. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو قد قال: «نأمل في أن يؤدي الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، في أن تتراجع الحركة عن معارضتها للاقتراح الأمريكي الذي يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل». ويجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة في إطار محاولة جديدة من واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.